الذهب يحافظ على قمته التاريخية فوق 3500 دولار وسط توقعات بمكاسب جديدة
استقر الذهب عند مستوياته القياسية بعد مكاسب قوية، مدعومًا برهانات قوية على خفض الفائدة الأمريكية وعدم اليقين التجاري، مع ترقب المتداولين لتقرير الوظائف الأمريكية لتحديد وجهته المقبلة.
استقرت أسعار الذهب يوم الأربعاء بالقرب من مستوياتها القياسية، بعدما سجل المعدن النفيس قمة جديدة خلال الجلسة الآسيوية، في ظل استمرار الزخم الصعودي الذي تدعمه رهانات متزايدة على خفض وشيك للفائدة الأمريكية، إلى جانب تصاعد حالة القلق بشأن السياسات التجارية.
رغم بعض الضغوط من قوة الدولار الأمريكي وحالة التشبع الشرائي على المؤشرات الفنية، فإن الاتجاه الهابط للذهب ظل محدودًا، حيث ساعدت التوقعات بخفض أسعار الفائدة هذا الشهر على تعزيز جاذبية المعدن كملاذ آمن لا يدر عوائد. كذلك ساهم الغموض المتواصل بشأن الرسوم الجمركية في دعم الموقف الصعودي للذهب.
تؤكد أداة FedWatch من مجموعة CME أن الأسواق تسعّر احتمالًا يتجاوز 90% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه منتصف سبتمبر، مع توقع خفض إضافي لاحقًا هذا العام. الضغوط السياسية المتزايدة على الفيدرالي، خاصة بعد إقالة الرئيس ترامب لعضو مجلس المحافظين ليزا كوك وسط اتهامات بالفساد، أثارت مخاوف حول استقلالية البنك المركزي، مما عزز الطلب على الذهب.
كما أن مساعي ترامب للجوء إلى المحكمة العليا لإعادة فرض التعريفات التي أبطلتها محكمة الاستئناف الأسبوع الماضي، خلقت حالة جديدة من عدم اليقين في الأسواق. في الوقت نفسه، تستمر العجوزات المالية والتضخم المرتفع في زيادة قلق المستثمرين بشأن استقرار السياسة الاقتصادية الأمريكية.
من الناحية الفنية، فإن اختراق الذهب لحاجز 3500 دولار أكد خروجه من نطاق تداول استمر لثلاثة أشهر، فاتحًا الطريق أمام مستويات جديدة قد تصل إلى 3600 دولار. ومع ذلك، تشير المؤشرات إلى احتمال تماسك أو تصحيح قصير الأجل، مع وجود دعم قوي عند 3500 دولار، بينما يشكل مستوى 3440 دولار قاعدة أساسية تمنع أي هبوط واسع.
وبينما يترقب المستثمرون بيانات سوق العمل الأمريكية، خاصة تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، يبقى الذهب في موقع قوة، حيث يفضل المتعاملون الشراء عند أي تراجعات طفيفة تحسبًا لموجة صعودية جديدة.
