الذهب يحافظ على مستوى 4000 دولار وسط موجة عزوف عن المخاطرة وضبابية سياسة الفيدرالي

يحافظ الذهب على استقراره أعلى مستوى 4000 دولار خلال تداولات الثلاثاء، مستفيدًا من ارتفاع شهية المستثمرين نحو الأصول الآمنة مع تعمق موجة العزوف عن المخاطرة في الأسواق العالمية. ويتم تداول المعدن النفيس حول 4040 دولار بعد ارتداد محدود من قاع الجلسة الآسيوية عند 3998 دولار.

جاء هذا الاتجاه نتيجة استمرار الضغوط البيعية في أسواق الأسهم، خصوصًا أسهم التكنولوجيا التي قادت خسائر وول ستريت قبل أن تنتقل إلى آسيا وأوروبا. ويزداد التوتر في السوق مع اقتراب إعلان أرباح شركة Nvidia، مع مخاوف متنامية بشأن المبالغة في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي.

ورغم الدعم الذي يوفره تراجع شهية المخاطرة، إلا أن الذهب يفتقر إلى زخم صعودي قوي بسبب ثبات الدولار الأمريكي. كما تضيف الرسائل المتباينة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حالة من الضبابية، خصوصًا بشأن احتمالات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر. ويزيد من الحذر انتظار المتداولين للبيانات الاقتصادية الأمريكية المؤجلة التي قد تعيد تشكيل توقعات السياسة النقدية.

وبالنسبة لمحركات السوق، يحافظ مؤشر الدولار الأمريكي على ارتفاعه لليوم الثالث متتاليًا مع استعادة الدولار جاذبيته كملاذ آمن وسط تراجع الأسهم العالمية. وفي الوقت نفسه، تبنى عضو الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر لهجة أكثر ميلاً للتيسير، مشيرًا إلى ضعف سوق العمل واقتراب التضخم الأساسي من المستوى المستهدف، مما يدعم احتمالات خفض الفائدة. وعلى النقيض، أبدى بعض أعضاء الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي تحفظًا أكبر تجاه خفض الفائدة قبل تراجع التضخم بشكل أوضح.

وتُظهر أداة CME FedWatch تراجع احتمالات خفض الفائدة هذا العام إلى نحو 46.6% مقارنة بـ 66.9% منذ أسبوع واحد. وسيكون تقرير الوظائف غير الزراعية المرتقب يوم الخميس من أبرز البيانات التي قد تحرك توقعات الأسواق المقبلة. كما بدأت وزارة العمل الأمريكية في نشر البيانات المتأخرة الخاصة بمطالبات البطالة، والتي أظهرت ارتفاعًا طفيفًا في الطلبات الجديدة والمستمرة.

على الصعيد الفني، يظل مستوى 4000 دولار حاجزًا محوريًا يدافع عنه المشترون بقوة. ورغم ذلك، لا يزال الاتجاه الصعودي يواجه عقبات عند منطقة 4050 دولار، والمتزامنة مع المتوسط المتحرك لـ100 فترة على إطار الأربع ساعات. ويحتاج الذهب إلى اختراق واضح لمستوى 4100 دولار لتأكيد استعادة الزخم الصاعد، بينما قد تواجه منطقة 4150 دولار عمليات بيع جديدة.

أما كسر مستوى 4000 دولار بشكل مستمر فقد يمهد الطريق لهبوط نحو 3900 دولار، حيث قد يحاول المشترون العودة. وتواصل مؤشرات الزخم الإشارة إلى النغمة الضعيفة، مع بقاء مؤشر القوة النسبية قريبًا من 40، مما يعكس انخفاض قوة الشراء واحتمال استمرار التماسك.