الذهب يحلق قرب 3650 دولار بدعم من رهانات خفض الفائدة وتزايد المخاطر العالمية

افتتح الذهب تعاملات الأسبوع على موجة صعود قوية، مسجلًا قممًا تاريخية جديدة فوق 3600 دولار للأونصة، مدفوعًا بتنامي توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة. هذا الصعود اللافت عززه الأداء الضعيف لبيانات سوق العمل الأمريكية، والتي رفعت احتمالية اتخاذ البنك المركزي خطوات تيسيرية أسرع مما كان متوقعًا.

في الوقت الراهن، يتداول الذهب قرب 3635 دولار، مستفيدًا من تراجع الدولار الأمريكي وضعف عوائد السندات. وقد أظهر تقرير الوظائف الأخير أن الاقتصاد أضاف 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس، أي أقل بكثير من التقديرات، فيما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر 2021، ما عزز قناعة الأسواق بأن دورة التيسير أصبحت شبه مؤكدة.

التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي سيخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر، مع تخصيص الأسواق نسبة 10% لاحتمالية خفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس، وفقًا لأداة CME FedWatch. كما يراهن المستثمرون على ما يصل إلى ثلاثة تخفيضات إضافية بنهاية العام، ما يزيد من جاذبية الذهب كتحوط ضد ضعف السياسة النقدية والدولار.

الدعم لم يقتصر على السياسة الأمريكية فقط؛ فالمخاطر الجيوسياسية والاقتصادية العالمية عززت الطلب على المعدن الأصفر. البنوك المركزية تواصل تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار، في حين أن التوترات التجارية والسياسية، من اليابان إلى أوروبا، عمّقت حالة عدم اليقين. استقالة رئيس وزراء اليابان وتحديات الحكومة الفرنسية، إلى جانب الجدل حول التعريفات الجمركية الأمريكية، كلها عوامل دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن.

من الناحية الفنية، يواصل الذهب إظهار قوة واضحة بعد اختراقه مستوى 3500 دولار الأسبوع الماضي، متجهًا نحو أهداف جديدة عند 3650 و3700 دولار. ورغم أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يشير إلى تشبع شرائي قد يفتح الباب لتصحيح مؤقت، فإن الاتجاه العام يبقى صعوديًا، خاصة مع بقاء الأسعار أعلى من المتوسطات المتحركة الرئيسية وتأكيد مؤشر الاتجاه (ADX) على قوة الزخم.

على الجانب المقابل، تشكل مستويات 3550 و3500 دولار مناطق دعم أساسية في حال ظهرت ضغوط جني أرباح، بينما يظل التركيز منصبًا على الأهداف الصاعدة التي تضع الذهب في مسار ممتد من المكاسب القياسية.