الذهب يخترق 3390 دولار مع تراجع الدولار ومخاوف بشأن مصير الاحتياطي الفيدرالي
قفز الذهب إلى أعلى مستوياته في خمسة أسابيع مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وتصاعد القلق بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ومخاطر التصعيد التجاري العالمي.

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بأكثر من 1% خلال تداولات يوم الاثنين، بدعم من انخفاض الدولار الأمريكي وتراجع عوائد سندات الخزانة، وسط أجواء يسودها القلق من تصاعد التوترات التجارية وعدم وضوح موقف السياسة النقدية. وقد تم تداول الذهب عند مستوى 3397 دولارًا للأونصة، مرتدًا بقوة من أدنى مستوياته اليومية عند 3338 دولارًا.
جاء هذا الارتفاع في ظل توقعات متزايدة بنتائج أرباح إيجابية للشركات الأمريكية، والتي دعمت شهية المستثمرين للمخاطرة. في الوقت ذاته، تترقب الأسواق اقتراب موعد فرض تعريفات جمركية جديدة في الأول من أغسطس، ما يزيد التوتر بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكل من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.
وفي تطور لافت، كشفت وكالة بلومبرغ أن سفراء الاتحاد الأوروبي يعتزمون الاجتماع هذا الأسبوع لوضع خطة مضادة في حال فشل التوصل لاتفاق تجاري مع واشنطن، تشمل حزمة تعريفات انتقامية بقيمة 72 مليار يورو على صادرات أمريكية بارزة تشمل السيارات والطائرات والمشروبات الروحية والخدمات الرقمية.
في المقابل، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن وزيرة الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت نصحت الرئيس ترامب بعدم إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على استقلالية البنك المركزي، وسط تكهنات متزايدة بتدخلات سياسية قد تؤثر على مصداقية السياسة النقدية.
ترافق ذلك مع استمرار انخفاض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، متراجعًا بأكثر من 6.5 نقطة أساس ليستقر عند 4.356%، بينما سجل مؤشر الدولار الأمريكي DXY هبوطًا بنسبة 0.64% إلى 97.83، وهو ما ساهم في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وعلى صعيد السياسة النقدية، توقعت الأسواق بنسبة 97% أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه نهاية يوليو، وسط مؤشرات على تباطؤ نسبي في التضخم، مع حفاظ المستهلكين على مستويات إنفاق قوية.
من الناحية الفنية، اخترق الذهب النطاق السعري الذي التزم به خلال الأسابيع الخمسة الماضية بين 3300 و3350 دولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ منتصف يونيو عند 3401 دولار. وإذا استقر السعر فوق مستوى 3400 دولار، فقد يستهدف مستويات 3452 ثم 3500 دولار. أما في حال فشله في ذلك، فالدعم الأولي سيكون عند 3350، ثم 3300، مع احتمالية التراجع نحو 3246 أو حتى 3218 دولار للأونصة.