الذهب يخترق حاجز 4000 دولار وسط أطول إغلاق حكومي أمريكي وتراجع ثقة المستهلكين

ارتفع سعر الذهب يوم الجمعة ليكسر حاجز 4000 دولار للأونصة، محققًا مكاسب أسبوعية جديدة وسط تزايد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي واستمرار أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد. وساهمت حالة القلق في الأسواق وضعف البيانات الاقتصادية في تعزيز الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، فيما تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية للأسبوع الثالث على التوالي.

وفي ختام جلسة أمريكا الشمالية، صعد الذهب بنسبة 0.64% إلى نحو 4002 دولار بعد أن تعافى من أدنى مستوياته اليومية عند 3974 دولار، مدعومًا بتزايد الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل بشهر ديسمبر. وتشير بيانات برايم ماركت تيرمينال إلى أن الأسواق تسعّر احتمال خفض الفائدة بنسبة 68%، مع توقعات بأن يخفف البنك المركزي سياسته النقدية لمواجهة التباطؤ الاقتصادي الواضح.

وأظهر استطلاع جامعة ميشيغان لشهر نوفمبر انخفاض ثقة المستهلكين إلى 50.3 نقطة مقابل 53.6 في أكتوبر، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2022، ما يعكس تصاعد القلق من تداعيات الإغلاق الحكومي وتأثيره على الأجور وفرص العمل. وتزامن ذلك مع بيانات سلبية من تقرير تشالنجر الذي كشف عن تسريح أكثر من 150 ألف موظف في أكتوبر، وهو أعلى رقم للشهر ذاته منذ أكثر من عقدين.

وفي سياق متصل، استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية حول 4.08% بعد انخفاض طفيف، بينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.15% إلى 99.55، وهو ما وفر دعمًا إضافيًا لأسعار الذهب. ووفقًا لمجلس الذهب العالمي، سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات إيجابية بلغت 54.9 طنًا في أكتوبر، بدعم من الطلب القوي في أمريكا الشمالية وآسيا، في حين سجلت أوروبا تدفقات خارجة محدودة.

وفي الجانب السياسي، دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي يومه الثامن والثلاثين دون مؤشرات قريبة على الحل، رغم اقتراح الجمهوريين في مجلس الشيوخ إجراء تصويت لإعادة فتح الحكومة مؤقتًا حتى يناير. وأقر المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض كيفن هاسيت بأن الإغلاق "يضر بالاقتصاد أكثر مما كان متوقعًا"، متوقعًا تباطؤ النمو بين 1 و1.5% في الربع الحالي.

على الصعيد الفني، تبقى الصورة الصعودية للذهب قائمة ما دام السعر فوق مستوى 4000 دولار. وفي حال استقراره فوق هذا المستوى، قد يتجه السعر نحو المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 4082 دولار ثم نحو 4100 دولار، بينما يشير كسر مستوى 4000 إلى احتمالات عودة الهبوط باتجاه 3950 أو حتى 3886 دولار للأونصة.