شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات الاثنين، بدعم من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما دفع المستثمرين إلى التحول نحو المعدن النفيس كملاذ آمن. يأتي هذا في ظل اقتراب موعد سريان التعريفات الأمريكية الجديدة، المقررة في الأول من أغسطس، دون أي مؤشرات على انفراج في المحادثات الثنائية.
ويتداول الذهب حاليًا فوق مستوى 3370 دولارًا للأونصة، مستفيدًا من ضعف الدولار الأمريكي وتراجع شهية المخاطرة. ويُعزى هذا الضعف إلى التصريحات المتناقضة من الجانب الأمريكي؛ ففي حين عبّر وزير التجارة هوارد لوتنيك عن ثقته بإبرام اتفاق، أكد أن المهلة المحددة للتوصل إلى صفقة لن تُمدد، مما يعزز حالة القلق في الأسواق.
تزداد هذه المخاوف مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم بنسبة تصل إلى 30% على معظم واردات السلع من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الصلب والألمنيوم والنحاس وقطع غيار السيارات، بالإضافة إلى احتمالية فرض تعريفات إضافية على الأدوية وأشباه الموصلات. وتشير تقديرات أوروبية إلى أن هذه الإجراءات قد تؤثر على نحو 70% من صادرات الاتحاد إلى الولايات المتحدة، بما يعادل قرابة 442 مليار دولار من حجم التجارة.
ورغم صدور بيانات أمريكية إيجابية، مثل ارتفاع مبيعات التجزئة وتراجع توقعات التضخم، لا تزال الأسواق تسعّر احتمالات خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر بنسبة 57.8%.
فنيًا، يُظهر الرسم البياني اليومي للذهب تشكيل مثلث متماثل، مما يشير إلى احتمالية اختراق قريب. ويواجه السعر مقاومة مهمة عند 3372 دولار، مع استهداف محتمل لمستوى 3400 ثم القمة السابقة عند 3452 دولار، في حال استمر الزخم الصعودي. أما الدعم الأقرب فيقع عند 3350 دولار، يليه المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 3327 دولار، في حين يشير مؤشر القوة النسبية إلى ميل صعودي خفيف دون مستويات التشبع الشرائي.
بشكل عام، يراقب المتداولون عن كثب تطورات النزاع التجاري، حيث قد تشكل أي إشارات جديدة من واشنطن أو بروكسل شرارة لتحرك حاد في أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة.
