الذهب يستعيد بريقه قبل تقرير الوظائف رغم قوة الدولار وتشدد الفيدرالي
رغم تمسك الفيدرالي بسياساته وارتفاع التضخم والدولار، ارتفع الذهب من أدنى مستوياته بدعم من عمليات شراء عند التشبع البيعي وترقّب تقرير الوظائف الأمريكية.

سجلت أسعار الذهب ارتدادًا ملحوظًا يوم الخميس، متجاوزة مستوى 3296 دولارًا، بعد أن لامست أدنى مستوياتها في يوليو بالقرب من 3268 دولارًا، وذلك رغم قوة الدولار الأمريكي وثبات الاحتياطي الفيدرالي على سياسته النقدية. هذا التحرك جاء مدفوعًا بعمليات شراء مكثفة عند مستويات التشبع البيعي قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد قرر في اجتماعه يوم الأربعاء الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير ضمن نطاق 4.25%-4.50%، في تصويت انقسم فيه الأعضاء 9 مقابل 2، حيث دعا البعض إلى خفض محدود. كما رفض جيروم باول التلميحات حول خفض محتمل للفائدة في سبتمبر، مؤكدًا استمرار النهج القائم على تقييم كل اجتماع على حدة.
في الأثناء، أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية ارتفاعًا في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى 2.8% على أساس سنوي، وانخفاضًا في طلبات إعانة البطالة إلى 218 ألفًا، مما يعكس متانة سوق العمل ويعزز الموقف المتشدد للبنك المركزي.
وعلى صعيد الأسواق، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنحو 3 نقاط أساس إلى 4.344%، وهو ما وفر دعمًا إضافيًا للذهب. في الوقت ذاته، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى مشارف 100 نقطة، لكنه لم يمنع المعدن الأصفر من التعافي.
كما أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي نموًا بنسبة 3% في الربع الثاني، متجاوزًا التوقعات، رغم إشارات تباطؤ في الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار التجاري، ما يزيد حالة الحذر لدى المستثمرين بشأن آفاق النمو الكلي.
فنيًا، حافظ الذهب على تمركزه فوق الدعم الرئيسي عند 3250 دولارًا، مما يعزز احتمالات استمرار الانتعاش نحو 3339 دولارًا ثم 3350 دولارًا. وإذا تجاوز هذه المستويات، فقد يستهدف مستوى 3400 دولار لاحقًا. أما في حال كسر مستوى الدعم، فقد يتراجع نحو 3200 دولار.
في ظل ترقب بيانات التوظيف القادمة ومؤشرات أخرى مهمة مثل ISM وثقة المستهلك، تظل الأسواق في حالة ترقب حذر، والذهب في موقع دفاعي لكنه مرشح لمزيد من الزخم الإيجابي في حال صدور بيانات سلبية للدولار.