الذهب يستعيد بريقه وسط غموض تجاري وترقب بيانات التضخم الأمريكية
ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء وسط حالة من الحذر بشأن اتفاق التجارة الأمريكي الصيني وترقب بيانات التضخم الأمريكي. تحركات السوق تشير إلى شراء التحوّط مجددًا بعد التراجع الحاد في جلسة الاثنين.
سجّلت أسعار الذهب (XAU/USD) ارتفاعًا بنسبة 0.5% خلال تعاملات يوم الثلاثاء، ليتم تداولها حول مستوى 3256 دولارًا للأونصة، وسط حالة من الترقب لبيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المنتظر صدورها لاحقًا اليوم، وتراجع الحماسة بشأن اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين، الذي اتّسم بالغموض وقلة التفاصيل.
بعد أن تعرّض الذهب لتصحيح حاد بنسبة 2.65% يوم الاثنين عقب إعلان الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين، عاد المستثمرون إلى الأسواق بحثًا عن الملاذات الآمنة. وتزامن ذلك مع غياب العناصر الجوهرية في الاتفاق مثل جدول المفاوضات أو المواضيع المستقبلية، مما دفع بالمتداولين إلى اقتناص فرصة الشراء بأسعار منخفضة نسبيًا، ضمن نطاق يتراوح بين 3150 و3350 دولارًا للأونصة.
من الناحية الاقتصادية، تتجه الأنظار إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر أبريل، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع شهري بنسبة 0.3% لكل من المعدل العام والأساسي، مع ثبات النسبة السنوية عند 2.4% و2.8% على التوالي. وستحدد هذه البيانات إلى حد كبير موقف الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، خاصة في ظل تحذيرات بعض مسؤوليه من استمرار تأثير التعريفات في رفع التضخم.
في هذا السياق، شكّك بنك "دويتشه" في قدرة الاتفاق التجاري مع الصين على دفع الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيف السياسة النقدية في الأجل القريب، مشيرًا إلى أن أول خفض محتمل لسعر الفائدة قد لا يحدث قبل ديسمبر. هذا السيناريو يعزز من جاذبية الذهب، نظرًا لعلاقته العكسية التقليدية مع أسعار الفائدة.
في الوقت نفسه، أشار خبراء مثل كريستوفر وونغ من بنك أوفرسي-تشاينز إلى أن الأسواق لا تزال تتعامل بحذر مع الاتفاق المعلن، نظرًا لعدم وضوحه. كما ألقى الوضع الجيوسياسي بظلاله على شركات تعدين الذهب، مثل "نورثرن ستار"، التي تواجه صعوبات لوجستية وتكلفة تشغيل مرتفعة بسبب استمرار التعريفات.
التحليل الفني
على صعيد التحليل الفني، تقع نقطة المحور اليومية حول 3248 دولار، وهي تتقاطع مع المقاومة السابقة عند 3245 دولار (أعلى مستوى في 11 أبريل). في حال تمكن الذهب من اختراق هذه المنطقة، فقد يستهدف مستوى المقاومة التالي عند 3289 دولار، تليه مقاومة أقوى عند 3341 دولار، وهو أعلى مستوى ليوم الجمعة الماضي.
أما في الاتجاه الهابط، فإن السعر يواجه دعمًا أوليًا عند 3195 دولار، وهو مستوى يتوافق مع تكوّن "قاع مزدوج". في حال كسره، يظهر الدعم التالي عند 3167 دولار، ثم 3155 دولار. وإذا استمرت الضغوط، فقد يتم اختبار المتوسط المتحرك البسيط لـ55 يومًا عند 3121 دولار.
