الذهب يستعيد توازنه دون القمة التاريخية وسط رهانات خفض الفائدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية

بدأت أسعار الذهب الأسبوع الجديد بميل إيجابي طفيف، بعد أن أنهت تعاملات الجمعة عند مستويات تاريخية هي الأعلى على الإطلاق. ورغم التراجع الحذر الذي أعقب موجة الارتفاع القياسية، فإن المعدن الأصفر ما زال يجد دعمًا من مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تعزز مكانته كملاذ آمن.

يتداول الذهب حاليًا قرب 4,220 دولار للأونصة، مستفيدًا من استمرار حالة القلق المرتبطة بالتجارة العالمية، وتزايد التوترات الجيوسياسية، فضلًا عن المخاوف من أن الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية قد يضغط على النمو الاقتصادي. كما تساهم التوقعات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام في رفع جاذبية المعدن الثمين الذي لا يدر عائدًا.

وفقًا لأداة CME FedWatch، تسعّر الأسواق خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر القادمين، وهو ما أدى إلى الحد من مكاسب الدولار الأمريكي وسمح للذهب بالتماسك فوق المستويات الفنية المهمة. كما يعزز من الطلب استمرار عمليات شراء البنوك المركزية وتدفقات قوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs).

على الجانب الجيوسياسي، ما تزال الحرب الروسية الأوكرانية مصدر قلق للأسواق، بعد أن استهدفت طائرات مسيرة أوكرانية منشآت نفط وغاز روسية جديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أبقى احتمالات التصعيد العسكري قائمة. كذلك، يستمر الإغلاق الحكومي الأمريكي في يومه العشرين وسط خلافات سياسية حادة بين الحزبين حول ميزانية الرعاية الصحية، ما يضيف عامل ضغط إضافي على الاقتصاد الأمريكي.

أما من الناحية الفنية، فيُظهر المعدن الأصفر مرونة واضحة فوق منطقة الدعم بين 4210 و4200 دولار، وهي منطقة تمثل تلاقي المتوسط المتحرك لـ100 ساعة ومستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2% لموجة الصعود الأخيرة. وفي حال تمكن السعر من تجاوز منطقة المقاومة 4275 دولارًا، فقد يفتح الطريق أمام إعادة اختبار المستوى التاريخي عند 4379-4380 دولارًا الذي بلغه يوم الجمعة.

بالمقابل، تبقى مستويات 4200 و4160 دولارًا مناطق دعم رئيسية، وكسرها بشكل حاسم قد يشير إلى بداية تصحيح أعمق نحو 4100 دولار، وهو ما سيشكل إشارة على تراجع الزخم الصاعد مؤقتًا.