الذهب يستقر قرب قمم تاريخية مع ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي وبيانات الوظائف غير الزراعية
يحافظ الذهب على تداولاته قرب مستويات قياسية بدعم من توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتراجع سوق العمل، فيما تترقب الأسواق صدور بيانات الوظائف غير الزراعية لتأكيد الاتجاه المقبل.

يتماسك الذهب (XAU/USD) يوم الخميس بعد تسجيله قمة تاريخية جديدة عند 3578.50 دولار في جلسة الأمس، إذ يواصل المتداولون عمليات جني الأرباح بينما يظل الدولار الأمريكي مستقرًا. وفي وقت كتابة التقرير، يتحرك المعدن النفيس حول مستوى 3548 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى يومي عند 3510 دولارات.
ورغم التصحيح الحالي، يظل الاتجاه العام للذهب صاعدًا، مدعومًا بتوقعات قوية بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقدم على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر منتصف سبتمبر/أيلول. انخفاض تكاليف الاقتراض يزيد جاذبية الذهب غير المولد للعائد، فيما يحافظ ضعف العملة الأمريكية والمخاوف الاقتصادية العالمية على قوة الطلب الاستثماري في الملاذات الآمنة.
من جانب آخر، جاءت بيانات سوق العمل الأمريكية الأخيرة متباينة؛ إذ أظهر تقرير ADP إضافة 54 ألف وظيفة فقط في أغسطس مقارنة بـ106 آلاف في يوليو، بينما ارتفعت طلبات إعانات البطالة الأولية إلى 237 ألفًا. في المقابل، أظهرت إنتاجية القطاع غير الزراعي تحسنًا إلى 3.3%، مع تراجع تكاليف العمالة إلى 1.0%، ما يعكس تباطؤ ضغوط الأجور. هذه المؤشرات عززت رهانات السوق على خفض الفائدة، مع تزايد الترقب لبيانات الوظائف غير الزراعية (NFP) يوم الجمعة لتحديد الاتجاه بدقة أكبر.
في الأسواق الأخرى، استقر مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) قرب 98.40 نقطة ضمن نطاق ضيق، بينما انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل طفيف، مما وفر أرضية دعم إضافية للذهب. كذلك، ساهم هدوء أسواق السندات العالمية بعد موجة اضطرابات سابقة في تخفيف الضغوط، فيما تواصل المخاطر الجيوسياسية والمالية الكبرى دعم الطلب على المعدن الأصفر.
أما على الصعيد الفني، فيبقى الذهب في منطقة تشبع شرائي وفق مؤشر القوة النسبية (RSI) مع احتمال حدوث تصحيح نحو مستويات دعم أقربها 3510 و3500 دولار، يليها 3450 دولار. في المقابل، يشكل المستوى القياسي 3578 دولار مقاومة فورية، واختراقه بشكل مستدام قد يمهد الطريق نحو 3600 دولار.