الذهب يصمد أمام قوة الدولار بدعم رهانات خفض الفائدة وترقّب اختراق 4350 دولار
يحافظ الذهب على نبرة صعودية مع تصاعد توقعات تيسير السياسة النقدية في 2026، رغم تعافي الدولار، بينما تترقّب الأسواق اختراقًا فنيًا حاسمًا قرب 4350 دولار.
واصل الذهب تسجيل أداء إيجابي خلال تعاملات الأربعاء، متعافيًا من خسائر مبكرة، إلا أن صعوده ظل محدودًا بفعل قوة الدولار الأمريكي. ويتداول زوج الذهب/الدولار (XAU/USD) قرب مستوى 4335 دولارًا، محققًا مكاسب يومية تقارب 0.7%، في ظل توازن دقيق بين دعم العوامل الأساسية وضغوط العملة الأمريكية.
وعلى الرغم من التحركات العرضية التي سيطرت على الأسعار منذ بداية الأسبوع، لا تزال النظرة العامة للمعدن الأصفر تميل إلى الإيجابية. ويستند هذا التفاؤل إلى توقعات أكثر مرونة لمسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب استمرار المخاطر الجيوسياسية، ما يقلص من احتمالات الهبوط الحاد.
تعززت رهانات الأسواق على مزيد من التيسير النقدي في عام 2026 بعد صدور بيانات توظيف أمريكية أضعف من المتوقع، وهو ما أعاد المخاوف بشأن تباطؤ سوق العمل. وتتجه الأنظار حاليًا إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المرتقبة، والتي قد توفر إشارات إضافية حول اتجاه السياسة النقدية في الفترة المقبلة.
وفي ظل أجندة اقتصادية أمريكية محدودة نسبيًا، يركز المستثمرون على تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بحثًا عن دلائل أوضح بشأن مسار أسعار الفائدة خلال العام القادم، خاصة مع تسعير الأسواق حاليًا لخفضين محتملين للفائدة.
من ناحية أخرى، واصل مؤشر الدولار الأمريكي تعافيه ليستقر قرب مستوى 98.50، بعدما لامس أدنى مستوياته منذ أوائل أكتوبر. ورغم هذا الارتداد، تشير بيانات سوق العمل الأخيرة إلى صورة أضعف نسبيًا، مع تباطؤ وتيرة التوظيف، وارتفاع معدل البطالة، ومراجعات سلبية للبيانات السابقة، ما يعزز التوقعات بإمكانية تيسير السياسة النقدية.
كما عادت التوترات الجيوسياسية إلى الواجهة، بعدما تراجعت آمال التقدم في بعض الملفات الدولية، وسط تقارير عن إجراءات أمريكية جديدة تستهدف ناقلات نفط خاضعة للعقوبات، وهو ما أعاد دعم الطلب على الملاذات الآمنة وفي مقدمتها الذهب.
فنيًا، لا يزال زوج الذهب/الدولار يتحرك ضمن اتجاه صعودي منذ اختراق مستوى 4250 دولار، إلا أن الزخم القريب يبدو محدودًا دون حاجز 4350 دولار، ما يرجّح استمرار التماسك على المدى القصير.
ويظهر الرسم البياني للأربع ساعات حفاظ السعر على هيكل صاعد مدعوم بخط اتجاه ممتد من قيعان منتصف نوفمبر قرب 4000 دولار. ويوفر المتوسط المتحرك البسيط لـ21 فترة دعمًا فوريًا قرب 4310 دولارات، بينما تبرز منطقة 4250 دولار كدعم أقوى مع تلاقي المتوسط المتحرك لـ50 فترة.
أما على جانب المقاومة، فإن اختراقًا واضحًا لمستوى 4350 دولار قد يمهّد الطريق لإعادة اختبار القمم القياسية وفتح المجال أمام مكاسب إضافية. ويستقر مؤشر القوة النسبية قرب مستوى 58، في نطاق محايد مائل للصعود، بينما يشير مؤشر ADX إلى بقاء الاتجاه العام قائمًا، رغم تراجع نسبي في الزخم قد يسبق الحركة التالية.