الذهب يصمد فوق 3300 دولار ويحقق قمة جديدة مع ترقب محضر اجتماع الفيدرالي
واصلت أسعار الذهب ارتفاعها نحو مستوى قياسي جديد عند 3324 دولارًا، مدعومة بمخاوف اقتصادية وجيوسياسية تدفع الطلب على الملاذ الآمن، بينما يترقب المستثمرون محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لتحديد توجهات الفائدة القادمة.

شهدت أسعار الذهب (XAU/USD) ارتفاعًا طفيفًا خلال الجلسة الأوروبية، حيث اقتربت من مستوى 3324 دولارًا، مستفيدة من حالة الحذر السائدة في الأسواق والمخاطر الاقتصادية والجيوسياسية التي تعزز الطلب على المعدن كملاذ آمن. رغم التفاؤل النسبي في الأجواء التجارية، لا يزال المستثمرون متوترين بسبب الخلافات التجارية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتوترات المالية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الأزمات الجيوسياسية المستمرة.
في الوقت نفسه، يواجه الدولار الأمريكي صعوبة في تعزيز مكاسبه، حيث تحد التوترات المالية والمخاوف من تراجع اقتصادي من ارتفاعه. كما يعكف المتداولون على انتظار محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة للحصول على مؤشرات واضحة حول احتمال خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، مما يجعلهم متحفظين في توجيه رهاناتهم السعرية الجديدة.
تأتي هذه التحركات وسط بيانات اقتصادية مختلطة من الولايات المتحدة، حيث أظهرت طلبات السلع المعمرة انخفاضًا كبيرًا في أبريل، لكنها جاءت أفضل من التوقعات، بينما سجل مؤشر ثقة المستهلك ارتفاعًا كبيرًا دعمته الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ومع تأجيل ترامب التعريفات على الاتحاد الأوروبي حتى يوليو، فإن الأسواق تحظى ببعض الارتياح، لكن المخاوف التجارية والمالية والجيوسياسية لا تزال تلقي بظلالها على السوق.
على الصعيد السياسي، تأتي تصريحات ترامب حول تصعيد الرئيس الروسي بوتين للأزمة في أوكرانيا في ظل الهجمات الأخيرة، إضافة إلى رفض مسؤول إسرائيلي لصفقة تهدئة جديدة في غزة، مما يضيف مزيدًا من عدم اليقين للمستثمرين.
من الناحية الفنية، تمكن الذهب من الثبات فوق المتوسط المتحرك البسيط لفترة 200 ساعة، رغم تراجع الزخم في بعض المؤشرات الفنية. ويتوقع المتداولون أن يجد المعدن الأصفر دعمًا عند مستويات بين 3245 و3250 دولارًا، حيث قد يشكل هذا النطاق نقطة ارتكاز مهمة لمزيد من الصعود، فيما قد يواجه مقاومة عند مستويات 3340-3345 دولار. في حالة تجاوز هذه المقاومة، قد يستهدف الذهب العودة إلى مستويات أعلى فوق 3365 دولار، مع احتمالية استهداف حاجز 3400 دولار والمناطق التالية قرب 3465-3470 دولار في الفترة المقبلة، في حال استمرار زخم الشراء وتعزيز ثقة المستثمرين.