الذهب يصمد فوق مستوى الدعم رغم ضغوط البيع مع تزايد رهانات خفض الفائدة وتراجع الدولار الأمريكي
يحافظ الذهب على تماسكه فوق القاع الأخير وسط ضغوط بيعية محدودة، مستفيدًا من رهانات خفض الفائدة الأمريكية وتراجع الدولار مع استمرار المخاطر الجيوسياسية والإغلاق الحكومي.

تواصل أسعار الذهب تذبذبها ضمن نطاق ضيق في بداية تعاملات الجمعة، محتفظة بانحيازها السلبي لليوم الثاني على التوالي، لكنها لا تزال تجد دعمًا فوق القاع المتأرجح الذي لامسته خلال جلسة الخميس الآسيوية. يأتي ذلك في ظل تراجع طفيف للدولار الأمريكي بعد موجة مكاسب قوية أوصلته لأعلى مستوى منذ أكثر من شهرين، مما وفر بعض الدعم للمعدن الثمين.
ويعزز من صمود الذهب استمرار رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الأشهر المقبلة، إلى جانب استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية للأسبوع الثاني على التوالي، الأمر الذي يزيد من حالة القلق في الأسواق. كما تساهم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، ولا سيما بعد الهجمات الروسية المكثفة على كييف رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في إبقاء الطلب على الملاذات الآمنة قويًا.
ورغم ذلك، لم يظهر المشترون التزامًا واضحًا بدفع الأسعار نحو مستويات أعلى بعد الارتفاع التاريخي الأخير، إذ تشير مؤشرات السوق قصيرة المدى إلى حالة من التشبع الشرائي، مما يدفع المستثمرين إلى التريث قبل فتح مراكز جديدة. ويتطلع المتداولون الآن إلى تصريحات قادمة من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بحثًا عن إشارات إضافية قد تؤثر في تحركات الأسعار قبل عطلة نهاية الأسبوع.
من الناحية الفنية، قد يؤدي كسر مستوى 3,944 دولار إلى تسارع التصحيح الهبوطي نحو منطقة 3,900 دولار، في حين أن العودة فوق حاجز 4,000 دولار قد تفتح الطريق أمام اختبار مستويات 4,035 – 4,060 دولار، وربما دفع المعدن الأصفر نحو الـ 4,100 دولار إذا استأنف الثيران السيطرة.
وبين ضغوط البيع المحدودة والدعم المستمر من العوامل الأساسية، يظل الذهب في موقع متوازن نسبيًا، مع احتمالات بقاءه على مسار المكاسب الأسبوعية للمرة الثامنة على التوالي.