الذهب يطرق أبواب 3400 دولار وسط توقعات خفض الفائدة وصراع ترامب على رئاسة الاحتياطي الفيدرالي

أسعار الذهب تواصل الصعود بدعم من بيانات أمريكية ضعيفة وتكهنات بخفض قريب للفائدة، بينما يلوّح ترامب بتغيير جذري في قيادة الفيدرالي وسط تصاعد التوترات التجارية.

Aug 5, 2025 - 23:26
الذهب يطرق أبواب 3400 دولار وسط توقعات خفض الفائدة وصراع ترامب على رئاسة الاحتياطي الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا خلال جلسة الثلاثاء، مدعومة بتكهنات متزايدة بشأن خفض وشيك في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي أشارت إلى تباطؤ واضح في النشاط، خصوصًا في قطاع الخدمات. فقد قفز سعر الأونصة إلى 3381 دولارًا بزيادة 0.20%، مع تصاعد الرهانات على خفض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل.

دفع ضعف تقرير الوظائف غير الزراعية ومؤشر مديري المشتريات الخدمي ISM المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، وسط شكوك متزايدة بشأن قوة الاقتصاد الأمريكي، لا سيما بعد مراجعات هبوطية لبيانات سابقة، وتراجع مؤشرات الطلب الخارجي والتوظيف.

في سياق متصل، أضافت التطورات السياسية عنصرًا جديدًا من عدم اليقين، بعدما أعلن البيت الأبيض استقالة عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوغلار. ويستعد الرئيس دونالد ترامب لاستغلال هذا الفراغ لتسمية بديل قد يقلب توجهات السياسة النقدية، خاصةً بعد أن رفض وزير الخزانة سكوت بيسنت تولي المنصب، رغم تداول اسمه كخيار مفضل لدى الإدارة.

على الجانب التجاري، من المنتظر أن تدخل تعريفات جمركية أمريكية جديدة حيز التنفيذ في 7 أغسطس، بمتوسط يبلغ 18.3%، وهو الأعلى منذ عام 1934، ما أثار قلق الأسواق بشأن تأثيرها على التضخم ونمو الاقتصاد العالمي. كما تراجع العجز التجاري الأمريكي في يونيو إلى -60.2 مليار دولار، وهو أدنى مستوى له منذ نحو عامين، مع انخفاض الفجوة التجارية مع الصين إلى أدنى مستوياتها منذ 21 عامًا.

في ظل هذه الخلفية، رفعت "سيتي" توقعاتها لسعر الذهب خلال الأشهر الثلاثة القادمة إلى 3500 دولار، مدفوعة بمزيج من ضعف الدولار، وتوترات التضخم المرتبطة بالتعريفات، وتباطؤ النمو الأمريكي.

فنيًا، تشير المؤشرات إلى أن الذهب بات قريبًا من كسر حاجز 3400 دولار، في حال تمكن من تجاوز المقاومة السابقة عند 3438 دولار، تمهيدًا لاختبار مستويات أعلى شوهدت آخر مرة في يونيو. ومع ذلك، فإن أي تراجع دون 3350 دولار قد يعيد اختبار مستوى الدعم عند 3300 دولار، مما يجعل تحركات الأسعار خلال الأيام المقبلة حاسمة لتحديد الاتجاه القادم.