الذهب يظهر صمودًا تحت 3300 دولار وينتعش رغم الضغوط المتباينة

استعادت أسعار الذهب بعض خسائرها الأخيرة بعد تراجعها لأدنى مستوى في أسبوع تحت 3300 دولار، بدعم من المخاوف الجيوسياسية وضعف الدولار الأمريكي. بينما ينتظر المستثمرون نتائج المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين وتأثير بيانات الوظائف الأمريكية على السياسة النقدية.

Jun 9, 2025 - 09:07
الذهب يظهر صمودًا تحت 3300 دولار وينتعش رغم الضغوط المتباينة

شهدت أسعار الذهب تذبذباً ملحوظاً حيث انخفضت إلى أقل مستوياتها في أسبوع، متداولة دون مستوى 3300 دولار خلال الجلسة الآسيوية يوم الاثنين، لكنها عادت لتظهر بعض المرونة في مواجهة الضغوط البيعية التي استمرت لثلاثة أيام متتالية. هذا التراجع جاء رغم ضعف الدولار الأمريكي، مع تراجع رهانات خفض الفائدة بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكية الأخير الذي عزز توقعات تثبيت سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

أظهر تقرير الوظائف غير الزراعية الصادر يوم الجمعة أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 139 ألف وظيفة في مايو، وهو رقم أفضل من التوقعات، مع بقاء معدل البطالة ثابتًا عند 4.2% والأجور مستقرة عند 3.9%. هذه النتائج دفعت المستثمرين لتقليص توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري، مما أسهم في ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وممارسة ضغط هبوطي على الذهب.

على الرغم من ذلك، فإن استمرار التوترات الجيوسياسية، خصوصاً تصاعد النزاع الروسي الأوكراني وتوقف المحادثات السلمية، إلى جانب المخاوف المالية في الولايات المتحدة، يدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن. وفي الوقت نفسه، ينتظر السوق بفارغ الصبر محادثات التجارة بين كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين في لندن، والتي قد تفتح آفاقًا جديدة للنزاع التجاري بين أكبر اقتصادين عالميًا.

من الناحية التقنية، يظهر الذهب مقاومة عند مستويات 3352-3353 دولار، بينما يحتاج السعر إلى كسر واضح تحت مستوى 3300 دولار والمتوسط المتحرك البسيط لـ200 فترة على الرسم البياني لأربع ساعات ليؤكد المزيد من الاتجاه الهبوطي. في حال حدوث ذلك، قد يتجه الذهب نحو مستويات أدنى قرب 3245 دولار، وربما إلى 3200 دولار. وعلى الجانب الصعودي، تجاوز المقاومة عند 3377-3378 دولار قد يفتح المجال لمزيد من المكاسب، وصولًا إلى مستويات قريبة من 3500 دولار التي سجلها المعدن الثمين في أبريل الماضي.

في ظل هذه التحديات والفرص، يبقى الذهب محط اهتمام المستثمرين وسط تقلبات الأسواق وتغيرات السياسة النقدية العالمية، ما يعكس دور المعدن كملاذ آمن وسط عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.