الذهب يقفز بقوة مع تراجع الدولار وتزايد التوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس، متجاوزة خسائرها الأسبوعية السابقة، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وضعف عوائد السندات الحكومية، إلى جانب تنامي التوترات العالمية. بعد أن لامس أدنى مستوياته الأسبوعية عند 3120 دولارًا، تمكن المعدن الثمين من تحقيق مكاسب تجاوزت 1.4%، ليتداول عند نحو 3228 دولارًا في آخر الجلسات.

وجاء هذا الصعود القوي مدعومًا ببيانات أمريكية اقتصادية مخيبة للآمال، إذ أظهرت أرقام مؤشر أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة لشهر أبريل أداءً دون التوقعات. وقد تسبب هذا الضعف في تعزيز الرهانات على اتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة مرتين خلال عام 2025، مع توقع أن يكون الخفض الأول في سبتمبر المقبل.

في الوقت نفسه، ساهمت الأنباء المتعلقة بتعثر مبادرة السلام بين روسيا وأوكرانيا، نتيجة امتناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن لقاء نظيره الأوكراني زيلينسكي، في رفع حالة القلق الجيوسياسي، مما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

ورغم هذه العوامل الداعمة، لا تزال بعض المؤشرات تشير إلى احتمال محدود لاستمرار هذا الزخم الصعودي، خاصة إذا فشل الذهب في الإغلاق فوق مستوى 3200 دولار. وعلى الجانب الفني، يمثل هذا الحاجز نقطة محورية بين مواصلة الارتفاع أو العودة إلى المسار الهابط، مع مستويات دعم رئيسية عند 3155 و3100 دولار.

في المقابل، فإن أي تحسن في البيانات الاقتصادية الأمريكية المقبلة، خاصة المتعلقة بالإسكان وثقة المستهلك، قد يعيد الضغط على الذهب ويحد من مكاسبه الحالية.