الذهب يقفز بنسبة 2% مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وترقب قرار الفائدة الأميركية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا حادًا في بداية الأسبوع، إذ صعدت بنسبة تجاوزت 2% لتتداول قرب مستوى 3317 دولارًا للأونصة صباح الاثنين، مدفوعةً بموجة من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وترقب الأسواق لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

جاء هذا التحرك الصعودي في أعقاب تطورات مقلقة على الساحة الدولية، أبرزها الهجوم الذي شنه الحوثيون على مطار بن غوريون في إسرائيل، ورد تل أبيب المحتمل بعملية برية في غزة. كما أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الجدل مجددًا بتصريح أشار فيه إلى أن الخيار العسكري قد يكون مطروحًا للسيطرة على جزيرة غرينلاند، في خطوة أعادت المخاوف من توسع الصراعات الجيوسياسية.

في هذا السياق، تزايدت شهية المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، خصوصًا مع اقتراب اجتماع الفيدرالي الأميركي في 7 مايو. تصريحات ترامب التي وجه فيها انتقادات حادة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ووصفه بـ"المتجمد"، أثارت التكهنات حول احتمالات تدخل سياسي لدفع البنك نحو خفض أسعار الفائدة، رغم أن بيانات مجموعة CME تشير إلى أن السوق لا تتوقع تغييرات فورية، حيث تبلغ نسبة التوقعات بعدم تعديل الفائدة هذا الأسبوع 94.6%.

في المقابل، يشير التباطؤ التدريجي في الاقتصاد الأميركي، كما تعكسه بيانات التوظيف والصناعات التحويلية والخدمات، إلى إمكانية تبني نهج تيسيري في المستقبل القريب، وهو ما قد يعزز مكاسب الذهب لاحقًا.

وتزامن هذا الصعود في أسعار الذهب مع إغلاق عدد من الأسواق الآسيوية والبريطانية بسبب عطلات رسمية، بينما سجل قطاع تعدين الذهب نشاطًا ملحوظًا تمثل في موافقة شركة Gold Road Resources على الاستحواذ عليها مقابل 3.7 مليار دولار بعد عرض محسن من شركة Gold Fields الجنوب أفريقية.

فنيًا، تمكن الذهب من تجاوز مقاومة رئيسية عند 3265 دولارًا، مع توقعات بالتحرك نحو مستويات قريبة من 3320 و3337 دولارًا حال استمرار الزخم. وعلى الجانب المقابل، تبقى مستويات الدعم قرب 3244 و3219 دولارًا بمثابة نقاط ارتكاز مهمة في حال حدوث تصحيحات سعرية.

رغم أن أسعار الفائدة المرتفعة عادة ما تؤثر سلبًا على الذهب بسبب تعزيز عوائد السندات، إلا أن المخاوف من تباطؤ اقتصادي عميق أو ركود تضخمي تجعل الذهب أداة تحوط فعالة في هذه المرحلة المضطربة.