الذهب يلامس عتبة 4000 دولار مع تصاعد المخاوف من الإغلاق الأمريكي وتزايد رهانات خفض الفائدة

ارتفعت أسعار الذهب في جلسة أمريكا الشمالية يوم الثلاثاء لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 3991 دولارًا للأوقية قبل أن تستقر قرب 3982 دولارًا، بزيادة 0.60%، وسط تصاعد المخاوف بشأن الإغلاق الحكومي الأمريكي وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، ما عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن.

تعزز هذه القفزات حالة القلق المالي في الولايات المتحدة إلى جانب التوترات الجيوسياسية العالمية وطلب البنوك المركزية المستمر على السبائك، وهو ما يدفع الأسعار نحو اختبار حاجز 4000 دولار التاريخي.

كشف بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك عن ارتفاع توقعات التضخم في أحدث مسوحه، بينما أشار محافظو الفيدرالي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. فقد رأى ستيفن ميران أن النمو في النصف الأول من العام كان أضعف من المتوقع، داعيًا إلى سياسة نقدية أكثر مرونة، فيما حذر نيل كاشكاري من أن تأثير التعريفات على التضخم لا يزال غير محسوم، مشيرًا إلى إشارات أولية على ركود تضخمي محتمل.

على الصعيد العالمي، زادت حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا واليابان إلى جانب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية من دعم أسعار الذهب.

وفي السياق نفسه، رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لأسعار الذهب لعام 2026 من 4300 إلى 4900 دولار للأوقية، مستندًا إلى تدفقات قوية في صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب واستمرار شراء البنوك المركزية، خاصة من قبل بنك الشعب الصيني الذي واصل إضافة الذهب إلى احتياطياته للشهر الحادي عشر على التوالي.

أما على مستوى السوق، فقد ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.46% إلى 98.57، بينما تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.125%، مما وفر مزيدًا من الدعم للمعدن الأصفر.

تُظهر توقعات أسواق المال أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يستعد لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في 29 أكتوبر، باحتمال يبلغ 94% وفق بيانات "برايم ماركت تيرمينال".

فنيًا، لا يزال الاتجاه الصعودي للذهب قائمًا مع استهداف مستوى 4000 دولار كمقاومة رئيسية تالية، بينما تُشكل مستويات 3900 و3850 دولار دعومًا فنية مهمة في حال حدوث أي تصحيح سعري