الذهب يلتقط أنفاسه فوق 4300 دولار وسط تفاؤل تجاري حذر وإغلاق حكومي أمريكي مطول
استعاد الذهب بعض بريقه مع ترقب المستثمرين لمحادثات التجارة بين واشنطن وبكين، بينما يدعم الإغلاق الحكومي الأمريكي والتوترات الجيوسياسية استمرار الطلب على الملاذات الآمنة.
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا يوم الاثنين بعد خسائر حادة في الجلسة السابقة، مدعومة بتزايد الإقبال على أصول الملاذ الآمن في ظل استمرار الضبابية الاقتصادية والسياسية حول العالم. فقد صعد المعدن النفيس إلى نحو 4313 دولارًا للأوقية خلال التداولات الأمريكية، محققًا مكاسب يومية تقارب 1.5% بعد أن كان قد هبط يوم الجمعة من قمم تاريخية قرب 4380 دولارًا.
جاء التعافي الأخير عقب موجة بيع كثيفة نهاية الأسبوع الماضي، عندما تراجعت الأسعار بنسبة 1.76% إثر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي خفف من لهجته تجاه الصين قائلاً إن بلاده "ستكون بخير مع الصين"، في إشارة إلى احتمال تراجع حدة التصعيد التجاري. هذا الموقف الأكثر مرونة ساهم في تعزيز قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات، ما دفع بعض المستثمرين إلى جني الأرباح من مراكزهم في الذهب.
ورغم نبرة التفاؤل المؤقتة، لا تزال الأسواق حذرة، إذ يترقب المتداولون عن كثب نتائج المباحثات التجارية المقبلة في ماليزيا بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ. ويُنظر إلى هذه اللقاءات على أنها اختبار حقيقي لإمكانية تهدئة التوترات التي تصاعدت مؤخرًا بين أكبر اقتصادين في العالم.
في الوقت نفسه، يواصل الإغلاق الحكومي الأمريكي الممتد منذ عشرين يومًا الضغط على الثقة الاقتصادية، بعد فشل مجلس الشيوخ في تمرير أي اتفاق تمويلي مؤقت. كما تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ومؤشر مديري المشتريات (PMI) المقررة نهاية الأسبوع، وسط صمت مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال فترة التعتيم التي تسبق اجتماعهم المقرر في 29-30 أكتوبر.
إلى جانب العوامل الاقتصادية، ساهمت التوترات الجيوسياسية في غزة وتجدد المخاوف من تصعيد إقليمي في تعزيز جاذبية الذهب، خاصة في ظل المخاطر المستمرة على سلاسل الإمداد العالمية. كما لا يزال الطلب من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب عاملاً داعمًا للمعدن الأصفر.
من الناحية الفنية، يستقر زوج الذهب/الدولار (XAU/USD) فوق مستوى 4250 دولارًا، في حين تشير المؤشرات إلى بقاء الاتجاه الصعودي العام قائمًا. يُتوقع أن يجد المعدن دعمًا قويًا عند 4200 دولار، بينما قد يؤدي تجاوز مقاومة 4300 دولار إلى إعادة اختبار القمم التاريخية. أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فيستقر حول 57 نقطة، ما يعكس حالة تماسك صحية قد تمهد لموجة صعود جديدة إذا استمر الزخم الشرائي.