الذهب يلمع فوق 4200 دولار للمرة الأولى في تاريخه مع تصاعد الحرب التجارية وتلميحات الفيدرالي بالتيسير

قفز الذهب إلى مستوى قياسي جديد عند 4200 دولار مع تزايد المخاوف الجيوسياسية وتصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، فيما يعزز التوجه التيسيري للاحتياطي الفيدرالي الإقبال القوي على المعدن النفيس كملاذ آمن.

Oct 15, 2025 - 10:20
الذهب يلمع فوق 4200 دولار للمرة الأولى في تاريخه مع تصاعد الحرب التجارية وتلميحات الفيدرالي بالتيسير

واصلت أسعار الذهب صعودها التاريخي لتصل إلى مستوى غير مسبوق بلغ 4200 دولار للأونصة خلال تداولات الأربعاء، وسط استمرار الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد الاضطرابات الاقتصادية والسياسية حول العالم. جاء هذا الارتفاع الممتد لليوم الرابع على التوالي مدفوعًا بمزيج من ضعف الدولار الأمريكي وتزايد رهانات الأسواق على مزيد من التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

تزايدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء واردات معينة من الصين، بينما ردت بكين بإجراءات مضادة شملت رسومًا جديدة على السفن الأمريكية وتشديد القيود على تصدير المواد النادرة. هذا التصعيد أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب التجارية القديمة، وأثار موجة من القلق دفعت المستثمرين إلى التحوط بالذهب.

في الوقت ذاته، يواجه الاقتصاد الأمريكي ضغوطًا إضافية نتيجة استمرار إغلاق الحكومة الفيدرالية الجزئي للأسبوع الثالث على التوالي بعد فشل تمرير مشروع قانون تمويل مؤقت في مجلس الشيوخ، مما زاد من مخاوف الأسواق بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي المحلي.

على الصعيد النقدي، أظهرت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ميلاً واضحًا نحو التيسير، حيث لمّح رئيس البنك جيروم باول إلى ضعف سوق العمل، بينما تتوقع الأسواق خفضًا مزدوجًا لأسعار الفائدة قبل نهاية العام — أحدهما في أكتوبر والآخر في ديسمبر — وفقًا لأداة “FedWatch” التابعة لمجموعة CME. هذا الاتجاه يضغط على الدولار الأمريكي، ويعزز في المقابل جاذبية الذهب الذي لا يدر عوائد.

من الناحية الفنية، حافظ المعدن الأصفر على زخمه الصعودي فوق مستوى 4100 دولار في الجلسة السابقة، مدعومًا بخط اتجاه صاعد منذ ثلاثة أسابيع. ويرى المتداولون أن أي تراجع نحو نطاق 4100-4050 دولار قد يشكل فرصة شراء جديدة، بينما يمثل مستوى 4000 دولار دعمًا نفسيًا قويًا في حال حدوث تصحيح. ومع بقاء المؤشرات الفنية في منطقة التشبع الشرائي، يبقى الاتجاه العام للذهب صاعدًا، وسط توقعات بإمكانية تسجيل قمم جديدة على المدى القريب إذا استمر الضعف في الدولار وتصاعدت التوترات الجيوسياسية.