شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة يوم الاثنين لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال الأسابيع الأربعة الماضية، مدفوعة بتفاقم الأزمات العالمية من جهة، وعودة حالة عدم اليقين الاقتصادي من جهة أخرى. في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وتصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحرب التجارية عبر رفع الرسوم الجمركية على الصلب إلى 50% اعتبارًا من 4 يونيو، اتجهت أنظار المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، ما دفع سعر الأونصة إلى مستوى 3377 دولار، مرتفعًا بنحو 2.7%.
وزادت حالة القلق في الأسواق بعد تقارير تفيد بقيام أوكرانيا بشن هجوم جوي أسفر عن تدمير طائرات روسية بعيدة المدى. كما ساهمت تصريحات ترامب الحادة تجاه الصين في هز ثقة المستثمرين، رغم تقارير تفيد بإمكانية عقد محادثات بينه وبين الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الأسبوع الجاري.
على الصعيد الاقتصادي، أظهرت بيانات التصنيع الأمريكية تراجعًا في النشاط، حيث سجل مؤشر مديري المشتريات ISM قراءة بلغت 48.5، ما يعكس أضعف أداء منذ نوفمبر 2024. رغم ذلك، تحسنت بعض المؤشرات الفرعية مثل التوظيف والأسعار المدفوعة، ما جعل المستثمرين يترقبون بيانات الوظائف المرتقبة بنهاية الأسبوع.
وعززت تعليقات محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر وولر من مكاسب الذهب، بعدما أشار إلى أن خيار خفض الفائدة لا يزال مطروحًا، وإن كانت الأولوية تبقى للسيطرة على التضخم.
في الأسواق المالية، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.72%، ما زاد من جاذبية الذهب، بينما ارتفعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.458%. كما ارتفعت التقديرات الأولية للنمو الاقتصادي الأمريكي في الربع الثاني من 3.8% إلى 4.6% بحسب فرع الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، ما وضع المستثمرين في حالة ترقب لأي مؤشرات جديدة.
فنيًا، يتطلع المشترون لاختراق مستوى 3400 دولار للأونصة، حيث يمثل ذلك نقطة مقاومة رئيسية. وفي حال استمر الاتجاه الصعودي، قد يستهدف الذهب مستويات أعلى عند 3438 دولار ثم 3500 دولار. أما في حال تراجع السعر دون 3300 دولار، فقد تتجه الأنظار إلى مناطق دعم أقرب عند 3250 ثم 3228 دولار.
