الذهب يواصل التراجع قبيل بيانات التضخم الأمريكية رغم توقعات خفض الفائدة

مدّد الذهب خسائره يوم الأربعاء، متراجعًا بأكثر من 1.5% إلى حدود 4050 دولار للأوقية، مواصلاً الهبوط الحاد الذي شهده في الجلسة السابقة، والذي كان الأكبر منذ عام 2020. ويأتي هذا التراجع بينما يستعد المستثمرون لصدور تقرير التضخم الأمريكي نهاية الأسبوع، وسط حالة من الحذر تسود الأسواق العالمية.

ورغم التراجع الأخير، لا يزال المعدن النفيس مرتفعًا بنحو 54% منذ بداية العام، مدعومًا بتوقعات أن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسة التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة. وتشير عقود المقايضة إلى أن الأسواق تسعّر خفضًا إجماليًا بنحو 50 نقطة أساس خلال اجتماعي الفيدرالي المتبقيين لعام 2025، مع توقعات بخفض إضافي العام المقبل.

تأتي التحركات الحالية وسط تراجع طفيف للدولار الأمريكي بنسبة 0.13%، حيث انخفض مؤشر الدولار (DXY) إلى 98.84، بينما تراجعت العوائد الحقيقية على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 1.671%، في انعكاس لتزايد التوقعات بخفض الفائدة — وهو عامل يدعم عادة أسعار الذهب.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، تزايدت المخاوف مجددًا بعد أن كشفت تقارير "رويترز" عن دراسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض قيود جديدة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين، تشمل منتجات تعتمد على البرمجيات الأمريكية مثل الحواسيب ومحركات الطائرات. هذه الخطوة، إن تم تنفيذها، قد تؤجج التوترات التجارية وتزيد من تقلبات الأسواق العالمية.

في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون صدور مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأمريكي لشهر سبتمبر يوم الجمعة، والذي يتوقع المحللون أن يبقى ثابتًا عند 3.1%، إلى جانب بيانات مؤشرات مديري المشتريات (PMI) لشهر أكتوبر من "ستاندرد آند بورز جلوبال"، والتي ستعطي صورة أوضح عن أداء الاقتصاد الأمريكي في الربع الأخير من العام.

من الناحية الفنية، يظل الاتجاه العام للذهب صعوديًا رغم التراجع المؤقت. إذ يتداول المعدن فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ20 يومًا عند 4017 دولار، مع بقاء مؤشر القوة النسبية (RSI) فوق مستوى 50، ما يشير إلى أن المشترين لا يزال لديهم اليد العليا. تجاوز مستوى 4100 دولار قد يعيد الزخم نحو 4160 ثم 4200 دولار، بينما كسر مستوى 4000 دولار قد يفتح الباب لهبوط أعمق باتجاه 3900 دولار، وربما المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 3720 دولار.