الذهب يواصل المكاسب بدعم توقعات خفض الفائدة الفيدرالية وترقب تقرير الوظائف الأمريكي
ارتفع الذهب فوق مستوى 3500 دولار مع تزايد رهانات خفض الفائدة الفيدرالية وعدم اليقين التجاري، بينما يترقب المستثمرون بيانات الوظائف الأمريكية لتحديد الاتجاه المقبل.

سجلت أسعار الذهب مكاسب جديدة في تداولات الجمعة، حيث استفادت من تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيبدأ جولة جديدة من خفض أسعار الفائدة الشهر الجاري. ويستمد المعدن النفيس دعمه أيضًا من حالة القلق المستمرة بشأن ملف التجارة، والتي تعزز من جاذبيته كملاذ آمن.
مع ذلك، فإن المعنويات الإيجابية في الأسواق قد تحد من وتيرة الصعود مؤقتًا، خاصة أن المتعاملين يفضلون انتظار تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي للحصول على إشارات أوضح حول مسار السياسة النقدية للفيدرالي، وبالتالي اتجاه الدولار وأسعار الذهب.
البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الخميس أظهرت مزيدًا من علامات التباطؤ في سوق العمل الأمريكي؛ حيث أضاف القطاع الخاص 54 ألف وظيفة فقط في أغسطس، أقل من التوقعات، بينما ارتفعت طلبات إعانة البطالة إلى 237 ألفًا. هذه الأرقام عززت من الرهانات على خفض الفائدة، رغم بعض المؤشرات الإيجابية مثل ارتفاع مؤشر مديري المشتريات الخدمي إلى 52 نقطة.
على الصعيد السياسي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا لتقليص الرسوم الجمركية على واردات السيارات اليابانية ومنتجات أخرى، لكنه في الوقت نفسه طلب من المحكمة العليا التدخل لإلغاء حكم قضائي اعتبر معظم تعريفاته غير قانونية، مما أبقى حالة عدم اليقين قائمة في ملف التجارة.
توقعات الأسواق تشير إلى أن تقرير الوظائف سيكشف عن إضافة 75 ألف وظيفة في أغسطس مع ارتفاع البطالة إلى 4.3%، وأي مفاجآت قد تعيد تسعير مسار الفائدة في الفترة المقبلة. تصريحات مسؤولي الفيدرالي أظهرت تباينًا؛ إذ أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز ضرورة الموازنة بين التضخم والتوظيف، بينما حذر أوستان جولسبي من تدهور محتمل في سوق العمل.
فنيًا، صعد الذهب بعد ارتداده من مستوى 3500 دولار، مستفيدًا من اختراق نطاق تداول استمر عدة أشهر. ورغم أن مؤشر القوة النسبية يشير إلى حالة تشبع شرائي، فإن الاتجاه العام لا يزال داعمًا للثيران مع احتمالات استهداف مستوى 3600 دولار في حال تجاوز مقاومة 3578 دولار. أما أي هبوط دون 3500 دولار فقد يمهد لمزيد من التراجع نحو 3440 دولار، وهو ما قد يغير النظرة قصيرة الأجل لصالح البائعين.