الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية مدعومًا بالحرب التجارية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

واصل الذهب صعوده القياسي متجاوزًا 4250 دولارًا للأونصة، مع اشتداد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وإغلاق الحكومة الأمريكية، وازدياد الرهانات على خفض جديد في أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، ما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل اضطراب الأسواق العالمية.

Oct 16, 2025 - 15:50
الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية مدعومًا بالحرب التجارية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

مدد الذهب مكاسبه القياسية يوم الخميس ليصل إلى مستويات غير مسبوقة بالقرب من 4250 دولارًا للأونصة، مدفوعًا بموجة قوية من الإقبال على الملاذات الآمنة مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.
فقد ارتفع المعدن الأصفر بأكثر من 10% خلال أكتوبر وحده، وبلغت مكاسبه منذ بداية العام نحو 60%، في ظل أجواء متوترة تتصدرها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية الذي يدخل أسبوعه الثالث.

توترات تجارية تضرب الأسواق وتنعش الذهب

تجددت المخاوف في الأسواق بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خططًا لفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية اعتبارًا من مطلع نوفمبر، ردًا على تشديد بكين القيود على صادرات العناصر الأرضية النادرة. هذا التصعيد رفع احتمالات اندلاع حرب تجارية شاملة تهدد النمو العالمي، ما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب.
ورغم اللهجة المتشددة، لمح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى إمكانية التوصل لتسوية، مؤكدًا استعداد ترامب للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية أواخر الشهر الجاري، الأمر الذي منح الأسواق بارقة أمل محدودة.

الإغلاق الحكومي الأمريكي يفاقم القلق

في واشنطن، فشل مجلس الشيوخ الأمريكي للمرة التاسعة في تمرير مشروع قانون التمويل، مما يطيل أمد الإغلاق الحكومي. حذرت البيت الأبيض من أن عمليات التسريح قد تتجاوز 10 آلاف موظف فيدرالي، فيما قدّر وزارة الخزانة الخسائر الاقتصادية بنحو 15 مليار دولار أسبوعيًا. هذا الشلل السياسي أضاف مزيدًا من الضبابية إلى المشهد المالي الأمريكي، ما زاد الطلب على الذهب كتحوط ضد المخاطر.

الاحتياطي الفيدرالي تحت الضغط وتوقعات بخفض مزدوج

تزايدت قناعة الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه إلى مزيد من التيسير النقدي. ووفقًا لأداة CME FedWatch، يتوقع المستثمرون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر، مع احتمال يقارب 94% لخفض مماثل في ديسمبر.
من جانبه، أكد محافظ الفيدرالي ستيفن ميران أن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم لم يظهر بعد، لكنه حذر من أن استمرار النزاع التجاري قد يفاقم الضغوط السلبية على الاقتصاد الأمريكي خلال العامين المقبلين.

توقعات المؤسسات: مسار صعودي طويل

بدأت البنوك الكبرى بتحديث توقعاتها الصعودية للذهب، حيث رفع بنك أوف أمريكا مستهدفه إلى 5000 دولار للأونصة بحلول عام 2026، بينما تتوقع جولدمان ساكس وصول الأسعار إلى 4900 دولار في الفترة نفسها، في حين تتوقع ANZ بنك بلوغ 4400 دولار بنهاية 2025.

التحليل الفني: الزخم الصعودي لا يزال قويًا

من الناحية الفنية، يواصل زوج XAU/USD تحركه فوق مستويات الدعم عند 4200 دولار مع نطاق دعم ثانٍ عند 4150-4160 دولارًا، في حين تشير المؤشرات الفنية إلى أن أي تصحيح قادم سيكون محدودًا.
ورغم وصول مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى منطقة التشبع الشرائي عند 77 نقطة، فإن فشل المؤشر في تكوين قمم جديدة لا يعكس ضعفًا واضحًا في الاتجاه، مما يوحي بأن الذهب سيواصل جذب المشترين عند أي تراجع قصير الأجل.