الفرنك السويسري يقفز والدولار يترنح بعد صدمة بيانات التوظيف وتهديدات ترامب التجارية
تراجع الدولار الأمريكي بقوة أمام الفرنك السويسري بعد بيانات وظائف أمريكية صادمة وتوقعات متزايدة بخفض الفائدة في سبتمبر، بينما أجّجت الرسوم الجمركية المفاجئة التي فرضها ترامب على صادرات سويسرية المخاوف التجارية من جديد.
شهد الدولار الأمريكي هبوطًا حادًا مقابل الفرنك السويسري خلال تداولات الجمعة، حيث تراجع زوج USD/CHF بنسبة تقارب 1% ليستقر قرب مستوى 0.8045، وذلك بعد أن أثارت بيانات التوظيف الأمريكية الضعيفة موجة بيع قوية للدولار في الأسواق.
أظهرت الأرقام الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 73 ألف وظيفة فقط في يوليو، وهو رقم بعيد عن توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 110 آلاف وظيفة، إضافة إلى مراجعة هبوطية ضخمة لبيانات يونيو إلى 14 ألف فقط. في المقابل، ارتفع معدل البطالة إلى 4.2%، في حين استقرت وتيرة نمو الأجور الشهرية عند 0.3%، والسنوية عند 3.9%.
هذه القراءة الضعيفة عززت التوقعات بخفض وشيك في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث قفزت رهانات خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر إلى 82.1%، مقارنة بنسبة 37% فقط قبل صدور التقرير، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لـ CME.
وزاد الضغط على الدولار أيضًا مع انخفاض مؤشر ISM التصنيعي إلى 48.0، ما يعكس استمرار انكماش القطاع الصناعي، بالرغم من تحسن طفيف في مؤشر PMI الصناعي الصادر عن S&P Global إلى 49.8.
وعلى الجانب السياسي، تلقى السوق صدمة إضافية مع توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا جديدًا يفرض تعريفات جمركية مشددة تصل إلى 39% على واردات من أكثر من 60 دولة، من بينها سويسرا التي اعتُبرت من بين الدول الأكثر تضررًا، خاصة في قطاعات تصدير الساعات الدقيقة والآلات الصناعية.
الرئيسة السويسرية كيلر-سوتر أعربت عن استيائها من هذه الخطوة، ووصفت الرسوم الجديدة بأنها "ضارة للغاية" و"تفوق بكثير ما كان متوقعًا أو متفاوضًا عليه سابقًا"، مؤكدة أن الحكومة السويسرية تسعى لحل دبلوماسي سريع لتفادي مزيد من التوترات التجارية مع واشنطن.
