الدولار يتراجع أمام الفرنك السويسري وسط رهانات خفض الفائدة وترقب الأسواق لاجتماع الفيدرالي
يتراجع الدولار أمام الفرنك السويسري وسط ترقب الأسواق لاجتماع الفيدرالي وتوقعات بتثبيت الفائدة، بينما يعزز التضخم المنخفض في سويسرا رهانات خفض الفائدة هناك. التحليل الفني يشير إلى استمرار الضغط البيعي على الزوج مع احتمالات لمزيد من الهبوط.

شهد زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري تراجعًا خلال تعاملات الثلاثاء، حيث تراجعت شهية المستثمرين نحو الدولار وسط ضغوط متعددة، أبرزها تأثير التحركات المفاجئة للدولار التايواني وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في سويسرا. هذا التراجع يأتي في ظل انتظار الأسواق العالمية لنتائج اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
يتداول الدولار في الوقت الراهن ضمن نطاق منخفض، بعد أن تعرض لضغط ناتج عن عمليات بيع في العملات الآسيوية، والتي كانت مدفوعة بالتقلبات الحادة في الدولار التايواني. ورغم تدخل السلطات النقدية هناك، لا تزال حالة الحذر تهيمن على المتعاملين، ما ساهم في تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى مستوى 99.74، ممتدًا في خسائره لليوم الثاني على التوالي.
الأسواق تترقب نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الممتد ليومين، والذي من غير المتوقع أن يتضمن أي تعديلات على معدلات الفائدة. غير أن المتعاملين يركزون على لهجة الخطاب المنتظر من رئيس الفيدرالي، جيروم باول، بحثًا عن أي مؤشرات تتعلق بتوقيت أو حجم تخفيضات محتملة في المستقبل. وتشير بيانات أمريكية حديثة، مثل مؤشر مديري المشتريات الخدمي وبيانات التوظيف، إلى قوة الاقتصاد، ما قد يمنح الفيدرالي مبررًا لتأجيل التيسير النقدي رغم تباطؤ متوقع في نمو الناتج المحلي.
على الجانب السويسري، يستمر الفرنك في جذب المستثمرين الباحثين عن الأمان، إلا أن التضخم المنخفض الذي سجل 0.6% فقط في أبريل، قد يعزز احتمالات خفض إضافي في سعر الفائدة من قبل البنك الوطني السويسري في اجتماعه القادم يوم 19 يونيو. السوق بدأت تسعير نحو 40 نقطة أساس من التيسير خلال الربع المقبل، وسط قلق متزايد من عودة مخاطر الانكماش، بينما لا يزال التدخل في سوق الصرف أحد أدوات السياسة المفتوحة لدى البنك.
العوامل الجيوسياسية تلعب دورًا إضافيًا في دعم الفرنك، خاصةً مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط وأوروبا، من تعثر انتخاب المستشار الألماني الجديد، إلى تصاعد النزاعات في أوكرانيا وقطاع غزة، ما يعزز تدفقات اللجوء إلى الملاذات الآمنة.
من الناحية الفنية، يواصل زوج USD/CHF تراجعه وسط إشارات بيع قوية. تشير الرسوم البيانية إلى ميل هبوطي واضح مع منطقة دعم بين 0.9100 و0.9050، وإن تم كسرها فقد ينخفض الزوج إلى 0.9000. أما المقاومة فتظهر عند 0.9150 و0.9185، وهي مستويات شهدت توقفًا للسعر مؤخرًا. مؤشرات الزخم تؤكد الاتجاه السلبي، ما لم يحدث تحوّل في سياسة الفيدرالي الأمريكية قد يغير مزاج السوق.
ومع بقاء الفيدرالي حذرًا وازدياد التوقعات بخفض الفائدة في سويسرا، تبدو الطريق الأقرب أمام الدولار مقابل الفرنك السويسري مهيأة للمزيد من التراجع في المدى القصير.