الفرنك السويسري يلتقط أنفاسه قبل موعد التعريفات الأمريكية والبنك الوطني يُسجل خسائر ضخمة
استقر الفرنك السويسري بعد موجة هبوط حادة، في ظل حالة ترقب الأسواق لقرارات ترامب الجمركية، بينما أعلن البنك الوطني السويسري عن خسائر تجاوزت 15 مليار فرنك بسبب تقلبات أسعار الصرف.

استعاد الفرنك السويسري استقراره يوم الخميس بعد سلسلة خسائر امتدت لست جلسات، مدعومًا بتجدد الطلب على الأصول الآمنة وسط حالة من الترقب في الأسواق قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض تعريفات جمركية جديدة في الأول من أغسطس. وشهد زوج الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري تراجعًا طفيفًا من أعلى مستوياته في خمسة أسابيع، رغم صدور بيانات أمريكية قوية وقرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
وفي حين ارتفع الدولار الأمريكي سابقًا مدعومًا ببيانات التضخم القوية، عاد إلى التراجع مع اقتراب الموعد الحاسم للتعريفات، وسط إشارات على جني الأرباح وتراجع شهية المخاطرة. من ناحية أخرى، ساهم الأداء القوي لمبيعات التجزئة السويسرية في دعم الفرنك، حيث ارتفعت بنسبة 3.8% على أساس سنوي، وهي القراءة الأعلى منذ أشهر.
وفي تطور لافت، أعلن البنك الوطني السويسري عن تكبده خسائر بقيمة 15.3 مليار فرنك سويسري خلال النصف الأول من عام 2025، نتيجة تراجع قيمة الدولار الأمريكي الذي أثّر على تقييم استثمارات البنك بالعملات الأجنبية. وتُعزى هذه الخسائر إلى تأثير سياسات الحماية التجارية التي انتهجتها الإدارة الأمريكية، والتي تسببت في محو ما يقارب 22.7 مليار فرنك من محفظة البنك من العملات الأجنبية. ورغم هذه الخسائر، حقق البنك مكاسب من ارتفاع أسعار الذهب، التي زادت بنحو 11%، مما أضاف 8.6 مليار فرنك إلى رصيده.
تعكس هذه التطورات مدى هشاشة الأسواق أمام القرارات السياسية المفاجئة، لا سيما في ظل احتدام التوترات التجارية، وهو ما يجعل الفرنك السويسري ملاذًا تقليديًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان المالي وسط التقلبات العالمية.