النفط تحت الضغط: زيادة غير متوقعة في المخزونات ومخاوف من تصعيد عسكري في الشرق الأوسط

أظهرت بيانات رسمية ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات النفط الأمريكية، ما زاد من الضغط على الأسعار رغم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة عقب تقارير عن استعداد إسرائيلي لضرب منشآت نووية إيرانية. هذه المستجدات تهدد استقرار الإمدادات وتثير مخاوف من اضطرابات أوسع في سوق الطاقة العالمي.

May 21, 2025 - 18:16
النفط تحت الضغط: زيادة غير متوقعة في المخزونات ومخاوف من تصعيد عسكري في الشرق الأوسط

صدرت اليوم الأربعاء بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كاشفة عن ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 1.328 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى انخفاض بنحو 900 ألف برميل. ويأتي هذا الارتفاع بعد قراءة سابقة سجلت زيادة تجاوزت 3.4 مليون برميل، ما يعكس استمرار الضغوط على الطلب المحلي أو ارتفاع وتيرة الإنتاج.

في السياق نفسه، فقدت أسعار النفط مكاسبها التي بلغت حوالي 1% في وقت سابق من الجلسة، وذلك بعد تقارير أفادت باحتمال تحضير إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية إلى منشآت نووية إيرانية، مما أثار مخاوف من تصعيد إقليمي قد يُربك تدفقات النفط في الشرق الأوسط.

وتراجعت عقود خام برنت لتستقر عند 65.4 دولارًا للبرميل، بينما بقي خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند مستوى 62.10 دولارًا، دون تغيّر ملحوظ في الأسعار خلال اليوم.

وأفادت شبكة CNN، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، بأن أجهزة الاستخبارات تشير إلى استعداد إسرائيلي محتمل لاستهداف مواقع نووية في إيران، دون وجود قرار نهائي بعد بشأن تنفيذ الهجوم. ويرى محللو بنك ING أن أي تصعيد من هذا النوع قد يهدد ليس فقط الإمدادات الإيرانية، بل يمتد تأثيره إلى أجزاء أوسع من المنطقة.

تُعد إيران من بين أكبر ثلاثة منتجين في منظمة أوبك، وأي هجوم على منشآتها قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة، مع احتمالية أن ترد طهران بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لصادرات النفط من دول الخليج مثل السعودية والكويت والعراق والإمارات.

وفي هذا الإطار، صرّحت محللة الطاقة في "ريستاد إنرجي"، بريا واليا، بأن تصاعد التوترات قد يؤدي إلى فقدان نحو 500 ألف برميل يوميًا من الإمدادات، إلا أن تحالف أوبك+ يمتلك القدرة على تعويض هذا النقص بسرعة نسبية.

وتأتي هذه التطورات في وقت لم تحرز فيه المحادثات بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي تقدمًا ملموسًا، حيث صدرت تصريحات متشددة من الجانبين، تعكس بعد المسافة عن أي اتفاق محتمل، مما يزيد من حالة الترقب وعدم اليقين في الأسواق العالمية.