النفط يرتد فوق 59 دولارًا مع بوادر تهدئة في غزة وآمال انفراجة تجارية بين واشنطن وبكين
تعافى خام غرب تكساس الوسيط فوق 59 دولارًا بدعم من آمال السلام في غزة وإشارات إيجابية من محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، ما أعاد الثقة إلى أسواق الطاقة بعد أسبوع من الهبوط الحاد.

استعادت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بعض قوتها يوم الاثنين بعد أسبوع متقلب شهد هبوطها إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر عند 57.89 دولارًا للبرميل. وارتفع الخام الأمريكي إلى نحو 59.60 دولارًا في وقت كتابة التقرير، مسجلًا مكاسب تقارب 3% مع قيام المتداولين بشراء الانخفاضات، وسط تحسن في معنويات السوق على خلفية أخبار سياسية وتجارية مشجعة.
جاء الانتعاش مدفوعًا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحرب في غزة قد انتهت خلال كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، مؤكدًا إطلاق سراح جميع الرهائن وبدء مرحلة جديدة من خطة سلام برعاية أمريكية خلال الأسبوع الجاري. وأعقب التصريحات تقارير عن وقف إطلاق نار كامل وتبادل للأسرى بين إسرائيل وحماس، مع قمة دولية مرتقبة في مصر لوضع الضمانات الأمنية النهائية، ما خفف المخاوف الجيوسياسية التي أثقلت كاهل الأسواق مؤخرًا.
وفي جانب آخر، ساهمت الإشارات الإيجابية حول العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في دعم أسعار النفط. فقد أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الرئيسين ترامب وشي جين بينغ سيجتمعان هذا الشهر خلال منتدى آسيان، مشيرًا إلى "اتصالات كبيرة" بين الجانبين خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما أبدت الصين استعدادًا للحوار رغم دفاعها عن قيود تصدير العناصر النادرة باعتبارها إجراءات للأمن القومي، داعية واشنطن إلى تصحيح سياساتها التجارية.
على صعيد أساسيات السوق، نشرت منظمة أوبك تقريرها الشهري لشهر أكتوبر، وأبقت فيه على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025 دون تغيير عند 1.3 مليون برميل يوميًا. كما أشار التقرير إلى أن إنتاج أوبك+ ارتفع بمقدار 630 ألف برميل يوميًا في سبتمبر ليصل إلى 43.05 مليون برميل يوميًا، بينما لا تزال مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أقل بـ92 مليون برميل من متوسطها لخمس سنوات. وترى المنظمة أن السوق تسير نحو توازن تدريجي في عام 2026، مع احتمال أن تعوض الزيادة في الإمدادات من داخل أوبك وخارجها النمو المستقر في الطلب.
وبينما تبقى المخاوف من زيادة المعروض قائمة، فإن مزيج الأخبار الجيوسياسية الإيجابية والتفاؤل التجاري ساعدا على تحسين مزاج السوق، ما دفع أسعار النفط إلى الارتفاع بعد موجة بيع حادة الأسبوع الماضي.