النفط يشتعل: خام غرب تكساس يرتفع فوق 75 دولارًا مع تصاعد نيران الشرق الأوسط
قفز خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياته منذ أشهر مدفوعًا بتوترات جيوسياسية حادة بين إسرائيل وإيران، وانخفاض حاد في المخزونات الأمريكية. وتشير التقديرات إلى إضافة علاوة مخاطر تبلغ 10 دولارات للبرميل، مع توقعات باستمرار الزخم الصعودي إذا تفاقمت الأزمة.
شهد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس، متجاوزًا عتبة 75 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ عدة أشهر، وسط أجواء سياسية متوترة في الشرق الأوسط وتراجع كبير في مخزونات الخام الأمريكية. وفي وقت إعداد التقرير، كان الخام يتداول عند 74.58 دولار، مسجلاً مكاسب يومية تتجاوز 2.5% بعد أن لامس مستوى 75.53 دولار خلال الجلسة.
أدى تصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران، خاصةً بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نفطية ونووية إيرانية، إلى إثارة مخاوف المستثمرين بشأن اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة العالمية. وقد دفع ذلك إلى تضمين ما يُعرف بـ"علاوة المخاطر الجيوسياسية" في التسعير، والتي قدرتها مؤسسة جولدمان ساكس بنحو 10 دولارات إضافية للبرميل.
من جانب آخر، ساهم الانخفاض الحاد في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، الذي بلغ أكثر من 11 مليون برميل الأسبوع الماضي، في تعزيز القلق بشأن الإمدادات على المدى القصير، وهو أحد أكبر الانخفاضات الأسبوعية منذ أكثر من عام. وقد أدى هذا المزيج من العوامل الجيوسياسية والبيانات الأساسية إلى دعم أسعار الخام ودفعها إلى الارتفاع بقوة.
رغم التوجه الصعودي العام، يشير خبراء السوق إلى احتمالية وجود حدود لهذا الارتفاع، مشيرين إلى أن الإنتاج الأمريكي القوي من النفط الصخري والقدرات الاحتياطية لدى أوبك قد يشكلان كوابح لأي صعود مفرط، ما لم تتسع رقعة الصراع لتشمل تعطيل طرق الشحن الحيوية كـمضيق هرمز.
من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه يميل إلى الصعود، حيث يتداول خام WTI أعلى من المتوسط المتحرك الأسي لـ21 يومًا عند 66.80 دولار، في حين يشير مؤشر القوة النسبية RSI إلى حالة من التشبع الشرائي عند مستوى 74.21، مما قد يمهد الطريق لحركة تصحيحية أو جني أرباح مؤقت. إذا استمرت الأسعار في الصعود، فقد يكون الهدف التالي عند 78.00 دولار وربما 80.00 دولار. أما في حال التراجع، فقد تشكل مستويات 70.00 و66.80 دولار مناطق دعم رئيسية
