الين الياباني عالق بين ضغوط الأسواق وتوترات الشرق الأوسط وسط غموض مسار الفائدة
يحافظ الين الياباني على تداوله في نطاق محدود وسط إشارات متضاربة من بنك اليابان بشأن رفع الفائدة، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل. الغموض المحيط بالسياسة النقدية والمخاوف التجارية يلقيان بثقلهما على تحركات الين في الأسواق.

يستمر الين الياباني في التحرك دون اتجاه واضح، متأرجحًا أمام الدولار الأمريكي، بعد إعلان بنك اليابان عن قراره بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماع يونيو، كما كان متوقعًا. وفي ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وخاصة بين إيران وإسرائيل، وتمسك الأسواق بإمكانية رفع الفائدة خلال 2026، حافظ الين على دعمه النسبي كملاذ آمن.
رغم هذه العوامل، يواجه الين ضغوطًا من التوقعات بأن البنك المركزي الياباني قد يمتنع عن اتخاذ خطوات إضافية لرفع الفائدة هذا العام، بسبب الغموض المرتبط بسياسة الرسوم الجمركية الأمريكية، خصوصًا بعد فشل واشنطن وطوكيو في التوصل إلى اتفاق تجاري خلال قمة مجموعة السبع. كما لم يُحرز تقدم ملموس بشأن إلغاء الرسوم على السيارات اليابانية وبعض الواردات، وهو ما أكد عليه رئيس الوزراء شغيرو إيشيبا.
وبينما أعلن بنك اليابان عن تقليص تدريجي لوتيرة شراء السندات حتى 2027، شدد المحافظ أويدا على أن القرار يهدف لتفادي تقلبات السوق لا لتحقيق أهداف مالية مباشرة. من جانبه، أشار وزير المالية الياباني إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة مقترنًا بضعف الين يمثل تهديدًا للاقتصاد المحلي، نظرًا لاعتماد البلاد الكبير على الواردات.
جيوسياسيًا، يستمر التصعيد بين إسرائيل وإيران، حيث دخل النزاع يومه الخامس، ما يعزز الطلب على الين كعملة ملاذ. وقد حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران عبر "Truth Social" من تصعيد أكبر، مؤكدًا ضرورة العودة إلى طاولة الحوار.
على صعيد التحليل الفني، لا يزال زوج الدولار/ين يتداول بالقرب من حاجز 145.00، والذي يُعد محورًا رئيسيًا قد يُحدد الاتجاه القادم. وإذا تم اختراق هذا المستوى، فقد نرى الزوج يتجه نحو 146.30. أما التراجع دون مستوى 144.00، فقد يمهد الطريق لهبوط أوسع إلى ما دون 143.00. يتابع المستثمرون باهتمام اجتماع الفيدرالي الأمريكي المرتقب، بحثًا عن إشارات جديدة لمسار خفض الفائدة وتأثيره على اتجاه الدولار والين في الفترة القادمة.