الين الياباني يتعافى جزئياً وسط توقعات قاتمة للفائدة وتفوق للدولار الأمريكي
استعاد الين الياباني جزءًا من خسائره مقابل الدولار، لكنه لا يزال تحت ضغط بفعل توقعات باستمرار السياسة التيسيرية لبنك اليابان. في المقابل، يتلقى الدولار دعمًا من توقعات تثبيت الفائدة الأمريكية وارتفاع المخاطر الجيوسياسية.

شهد الين الياباني بعض التعافي الطفيف مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات الخميس، لكنه لا يزال يواجه صعوبات كبيرة في ظل تراجع التوقعات بشأن أي رفع وشيك لأسعار الفائدة من جانب بنك اليابان. بيانات الميزان التجاري الياباني التي جاءت دون التقديرات عززت من هذه النظرة، حيث أظهرت تحقيق فائض قدره 153.1 مليار ين فقط في يونيو، مقارنة بتوقعات بفائض يتجاوز 350 مليار ين، مع استمرار انخفاض الصادرات للشهر الثاني على التوالي بسبب ضعف الطلب من الأسواق الكبرى، لاسيما الصين.
في الوقت نفسه، تشير المعطيات الاقتصادية والسياسية في اليابان إلى مزيد من الضغوط على الين. فقد تراجعت الأجور الحقيقية، وبدأت مؤشرات التضخم في التباطؤ، ما يقلص احتمالات تطبيع السياسة النقدية في المدى القريب. كما تزداد الضغوط السياسية قبل انتخابات مجلس الشيوخ، وسط مخاوف من فقدان الائتلاف الحاكم لأغلبيته.
أما الدولار الأمريكي، فقد واصل استفادته من التوقعات بعدم تخفيض الفائدة قريبًا من قبل الفيدرالي الأمريكي، خاصة بعد تحذيرات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي من استمرار الضغوط التضخمية، وتلميحاتهم بضرورة الإبقاء على معدلات الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
ومن جانب التجارة العالمية، تصاعد التوتر بعدما فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على عدد من شركائها التجاريين، ومن بينهم اليابان التي تواجه تعريفة بنسبة 25% على جميع صادراتها إلى أمريكا. تصريحات ترامب العدائية بشأن رئيس الفيدرالي جيروم باول، وتلميحاته برغبته في استقالته، زادت من توتر الأسواق، لكنها لم تضعف من موقع الدولار.
على الصعيد الفني، حافظ زوج الدولار/ين على مكاسبه أعلى المتوسط المتحرك لـ100 ساعة، مما يشير إلى ميل صعودي على المدى القصير، مع إمكانية الوصول إلى مستوى 150.00 إذا استمرت الضغوط على الين. في المقابل، قد تجد أي تصحيحات هبوطية دعماً قرب مستويات 147.00 و145.80، مما يجعل الاتجاه العام يميل لصالح المشترين ما لم تطرأ مفاجآت حاسمة.