الين الياباني ينتفض من القاع.. تحذيرات طوكيو تعيد العملة لمسار التعافي أمام الدولار

استعاد الين الياباني بعض قوته يوم الجمعة بعد أن لامس في اليوم السابق أدنى مستوياته منذ منتصف يناير، وذلك في أعقاب تصريحات قوية من وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما التي أكدت استعداد الحكومة لاتخاذ إجراءات لوقف أي تحركات مبالغ فيها في سوق الصرف، ما أثار توقعات بتدخل محتمل لدعم العملة. وساهمت حالة التوتر في أسواق الأسهم العالمية في زيادة الإقبال على الين باعتباره ملاذًا آمنًا خلال الجلسة الأوروبية المبكرة.

ورغم التحسن النسبي، يظل الين تحت ضغط مستمر بسبب الضبابية المحيطة بنوايا بنك اليابان بشأن رفع أسعار الفائدة، خاصة بعد قرار الحكومة تمرير حزمة تحفيز ضخمة بقيمة 21.3 تريليون ين، وهو ما أثار مخاوف بشأن تفاقم التدهور المالي وزيادة إصدار الديون الحكومية. وتزامن ذلك مع صدور بيانات تشير إلى استمرار التضخم فوق هدف البنك المركزي، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي 3.1% على أساس سنوي، ما يعزز احتمالات اتخاذ البنك خطوات تشديدية، في الوقت الذي يحذر فيه المحافظ كازو أويادا من التأثير المتزايد لضعف الين على تكاليف الاستيراد والأسعار المحلية.

وفي المقابل، حصل الدولار الأمريكي على دفعة قوية عقب صدور بيانات وظائف غير زراعية أفضل من المتوقع، إذ أضاف الاقتصاد 119 ألف وظيفة في سبتمبر، متفوقًا على التوقعات، مما قلل من احتمالات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. وتساهم هذه التوقعات في الحفاظ على قوة الدولار ودعم الاتجاه الصعودي لزوج الدولار/الين، رغم الضغوط المؤقتة الناتجة عن الحديث عن تدخل ياباني.

أما من الناحية الفنية، فيُرجّح أن يجد زوج الدولار/الين دعمًا مهمًا قرب المنطقة 156.65–156.60 إذا شهد أي تراجع تصحيحي، بينما يشكل مستوى 158.00 أول عقبة أمام محاولة الارتفاع من جديد، مع إمكانية استهداف مستويات أعلى في حال تجاوزها، وصولًا إلى القمة المسجلة في يناير حول 159.00.