الين يتشبث بأقوى مستوياته في أسبوعين.. تضارب توقعات الفائدة بين طوكيو وواشنطن يدفع زوج الدولار/ين للهبوط
الين الياباني يواصل قوته في بداية الأسبوع مدعومًا بتوقعات رفع الفائدة من بنك اليابان وضعف الدولار تحت ضغط رهانات خفض الفائدة الأمريكية.
يبدأ الين الياباني تداولات الأسبوع بنغمة قوية خلال الجلسة الأوروبية المبكرة، مدعومًا بموجة جديدة من التوقعات المتشددة من قبل بنك اليابان. فقد أعادت تصريحات المحافظ كازو أويدا إحياء الرهانات على رفع قريب للفائدة، مما دفع عوائد السندات الحكومية اليابانية للصعود نحو أعلى مستوياتها منذ سنوات، وهو ما عزز جاذبية الين كعملة ذات ملاذ آمن وسط حالة الحذر السائدة في الأسواق.
في المقابل، يواجه الدولار الأمريكي ضغوطًا واضحة خلال الجلسة الآسيوية، إذ تسببت التكهنات المتزايدة حول خطوة تيسير جديدة من الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر في سحب مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في نحو أسبوعين. ويعمّق هذا التناقض بين مسار السياسة النقدية في اليابان ونظيرتها الأمريكية الميل الهبوطي على زوج الدولار/الين، رغم محاولات الدولار الضعيفة للارتداد.
وتزامن دعم الين مع مؤشرات اقتصادية محلية إيجابية نسبيًا، حيث أظهرت البيانات ارتفاع الإنفاق الرأسمالي للربع الثالث على التوالي، إلى جانب تحسن مؤشر مديري المشتريات المركب لشهر نوفمبر إلى 52.0، ما يعكس توسعًا معتدلًا في نشاط القطاع الخاص، بفضل تباطؤ وتيرة انكماش التصنيع واستمرار نمو الخدمات. كما أكدت الحكومة اليابانية التزامها بإدارة مالية حذرة تراعي تطورات أسعار الفائدة، ما أضاف للمشهد الداعم للعملة.
وفي الوقت نفسه، زادت تصريحات مسؤولي الفيدرالي الأمريكي ذات النبرة التيسيرية من ترجيحات خفض الفائدة في ديسمبر، وهو ما أدى إلى توسيع الضغط على الدولار ودفع زوج الدولار/الين لمزيد من التراجع. وينتظر المتداولون الآن صدور مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي ISM إلى جانب حزمة من البيانات الاقتصادية المهمة خلال الأسبوع، والتي من المتوقع أن تسهم في تحديد اتجاه الدولار خلال الفترة المقبلة.
وعلى صعيد الحركة الفنية، يحتاج زوج الدولار/الين لكسر واضح دون نطاق 155.40–155.35، حيث يقع المتوسط المتحرك البسيط لـ100 فترة على إطار الأربع ساعات، حتى يتأكد استمرار المسار الهابط. وعلى الرغم من أن مؤشرات الزخم بدأت تميل نحو السلبية، فإن منطقة 155.00 ما زالت تمثل دعمًا نفسيًا قويًا قد يحد من الهبوط ما لم يستمر ضغط البيع.
أما في حال ارتداد الزوج، فمن المتوقع أن يصطدم بمقاومة أولية حول 156.00، بينما قد يفتح تجاوزها الطريق نحو 156.70 ثم 157.00، مع إمكانية امتداد الصعود حتى 157.50 وصولًا إلى القمة المسجلة في نوفمبر قرب 158.00 إذا اكتسبت الحركة قوة كافية.