الين يتفوق والدولار يتراجع.. تخفيض تصنيف أمريكا يشعل الأسواق ويعزز مكاسب الين
تراجع الدولار الأمريكي أمام الين الياباني بعد خفض موديز لتصنيف ديون الولايات المتحدة، مما زاد الضغوط على العملة الأمريكية. في المقابل، عززت تصريحات بنك اليابان المتشددة مكاسب الين، وسط ترقب لبيانات اقتصادية يابانية مهمة وخطابات مسؤولي الفيدرالي.

واصل الين الياباني تعزيز موقعه أمام الدولار الأمريكي، ليمتد صعوده إلى اليوم الخامس على التوالي، حيث تراجع زوج USD/JPY إلى ما دون المستوى النفسي 145.00 ليصل إلى حوالي 144.70 خلال تداولات يوم الاثنين في الجلسة الأوروبية. وجاء هذا التراجع مدفوعًا بضعف الدولار عقب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، إلى جانب إشارات تشدد جديدة من بنك اليابان.
وكانت وكالة موديز قد قررت خفض تصنيف الدين السيادي الأمريكي طويل الأجل من الدرجة الممتازة "Aaa" إلى "Aa1"، محذرة من تنامي العجز المالي وبلوغ الدين العام الأمريكي أكثر من 36 تريليون دولار. وأشارت الوكالة إلى عجز الحكومات الأمريكية المتعاقبة عن اتخاذ إجراءات فعالة للسيطرة على العجز وتكاليف الفائدة المتصاعدة.
رغم ذلك، حاول وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت التقليل من تأثير هذا القرار، قائلاً إنه لا يمنح "الكثير من المصداقية لموديز"، ما يعكس ثقة الحكومة في متانة الاقتصاد الأمريكي. إلا أن الأسواق لم تتجاهل تداعيات هذا القرار، حيث شهد مؤشر الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا، ليقترب من مستوى 100.00، ما زاد الضغوط على العملة الأمريكية أمام العملات الرئيسية.
في المقابل، تلقى الين دعمًا إضافيًا من تصريحات نائب محافظ بنك اليابان، شينيتشي أوشيدا، الذي أشار إلى أن البنك المركزي مستعد لرفع أسعار الفائدة مجددًا إذا استمر التعافي الاقتصادي رغم التحديات الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية. لكنه أقر أيضًا بوجود "درجة عالية من عدم اليقين" بشأن المسار المستقبلي للتجارة العالمية وتأثيراتها الاقتصادية.
تُبرز تصريحات أوشيدا تباينًا واضحًا بين سياسة بنك اليابان التي تميل تدريجيًا نحو التشدد، مقابل ميل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى التريث أو التيسير، وهو ما أعاد رسم توجهات المستثمرين بشأن الأوضاع الاقتصادية العالمية. ويترقب المشاركون في السوق اليوم خطابات لمسؤولي الفيدرالي، وعلى رأسهم جون ويليامز من فرع نيويورك، للحصول على إشارات أوضح حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية الأمريكية. كما سيولي المستثمرون اهتمامًا للبيانات اليابانية المرتقبة هذا الأسبوع، وفي مقدمتها أرقام الميزان التجاري يوم الأربعاء ومؤشر أسعار المستهلك يوم الجمعة.