اليورو يتراجع أمام الدولار وسط تحذيرات الفيدرالي وتزايد رهانات خفض الفائدة في أوروبا
انخفض زوج اليورو/الدولار إلى ما دون 1.1300 مع ارتفاع الدولار بدعم من محضر الفيدرالي الذي أشار إلى استمرار الضغوط التضخمية ومخاطر الركود، بينما تتزايد التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيتجه نحو خفض أسعار الفائدة قريبًا.

شهد زوج اليورو/الدولار تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأربعاء، حيث هبط إلى ما دون مستوى 1.1300 في ظل إقبال المستثمرين على شراء الدولار الأمريكي بعد صدور محضر اجتماع الفيدرالي الأخير، والذي أظهر تزايد الحذر من قبل صناع السياسة النقدية. المحضر أوضح أن الفيدرالي لا يزال قلقًا بشأن التضخم المستمر والمخاطر المتزايدة للركود، وسط تأثيرات غير مؤكدة ناتجة عن سياسات التعريفات التجارية التي تتبناها الإدارة الأمريكية.
في حين حافظ الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماع 6-7 مايو، أشار مسؤولوه إلى أن الإجراءات الجمركية قد تزيد من استمرارية التضخم وتضعف آفاق النمو وسوق العمل. هذا الحذر دفع الفيدرالي إلى اتخاذ موقف التريث إلى حين وضوح تأثيرات السياسات الحكومية بشكل أكبر.
على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، كشفت بيانات البنك المركزي الأوروبي أن توقعات التضخم لدى المستهلكين ارتفعت إلى 3.1%، أي أعلى من مستهدف البنك البالغ 2%. ورغم ذلك، لا يزال البنك الأوروبي حذرًا من اتخاذ خطوات متسرعة، إذ صرح كبير اقتصادييه فيليب لين أن خفض الفائدة إلى ما دون 1.5% لن يكون مبررًا إلا إذا واجهت المنطقة تباطؤًا اقتصاديًا أعمق أو ضغوطًا انكماشية قوية، وهو ما لا يتوقع حدوثه حاليًا.
في الأسواق، واصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) صعوده ليسجل ارتفاعًا بنسبة 0.26%، مقتربًا من مستوى 100.00، مدعومًا ببيانات أمريكية متباينة؛ حيث عززت ثقة المستهلك المرتفعة — والتي وصلت لأعلى مستوياتها منذ أربع سنوات — من قوة الدولار، رغم التراجع الحاد في طلبيات السلع المعمرة.
أما على الصعيد الفني، فإن زوج اليورو/الدولار يواجه مقاومة قوية بالقرب من 1.14، بينما تشكل مستويات 1.1265 و1.1250 دعمًا ديناميكيًا مهمًا على المدى القصير. ورغم فقدان الزخم الإيجابي بعض الشيء، لا تزال مؤشرات الزخم تُظهر إمكانية الارتداد بشرط العودة فوق 1.1300، مما قد يمهد لاختبار مستويات 1.1350 و1.1407.