اليورو يتراجع أمام الدولار وسط حذر الأسواق ومخاوف سياسية في فرنسا وتصاعد توترات التجارة العالمية

تراجع زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) خلال التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الاثنين إلى ما دون مستوى 1.1600، متأثرًا بحالة الحذر التي تسيطر على المستثمرين في ظل المخاوف من تصعيد جديد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافةً إلى الغموض السياسي في فرنسا بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

وجاء هذا التراجع عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة، التي أعلن فيها عن عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من نوفمبر، مما أثار القلق بشأن احتمالية اندلاع حرب تجارية جديدة بين أكبر اقتصادين في العالم. لكن ترامب حاول لاحقًا تهدئة الأوضاع عبر منشور على منصة "تروث سوشيال"، أكد فيه أن "كل شيء سيكون على ما يرام مع الصين"، وهو ما خفف من حدة التوترات مؤقتًا، رغم استمرار الحذر في الأسواق.

من جانبها، أوضحت الصين أن القيود المفروضة على صادرات العناصر النادرة تأتي ضمن سياساتها الاستراتيجية، لكنها شددت على استعدادها لاتخاذ إجراءات مضادة في حال تنفيذ واشنطن تهديداتها، مما أبقى الأجواء متوترة وأضعف شهية المخاطرة عالميًا.

وفي أوروبا، تراجعت الثقة في اليورو نتيجة حالة الغموض السياسي في فرنسا، بعد أن أعاد الرئيس إيمانويل ماكرون تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسًا للوزراء، وكلف رولان ليسكيور بحقيبة المالية في حكومة تواجه تحديًا صعبًا لتمرير ميزانية تقشفية في برلمان منقسم، وهو ما أثار قلق المستثمرين بشأن الاستقرار المالي والسياسي في البلاد.

تأتي هذه التحركات في ظل أحجام تداول ضعيفة بسبب عطلة "كولومبوس" في الولايات المتحدة، بينما يترقب المستثمرون تصريحات مرتقبة من مسؤولي البنوك المركزية، وعلى رأسهم رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، خلال اجتماعات مجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي في واشنطن هذا الأسبوع.

من الناحية الفنية، يظل زوج اليورو/الدولار تحت ضغط هبوطي دون مستوى 1.1600، حيث تشير المؤشرات إلى ضعف الزخم الصعودي واحتمال استمرار التراجع نحو مستويات دعم قريبة من 1.1525، في حين تبقى المقاومة الأهم حول 1.1630 في حال حدوث ارتداد محدود.