اليورو يتقدم أمام الدولار مع ترقب بيانات أمريكية وسط عاصفة سياسية بين ترامب والفيدرالي
ارتفع اليورو مقابل الدولار قبل صدور بيانات أمريكية مهمة، بينما تهز الأسواق أزمة إقالة كوك من الاحتياطي الفيدرالي وتهديدات ترامب التجارية التي تزيد الضغوط على أوروبا.

شهد زوج اليورو/الدولار ارتفاعًا في تداولات الثلاثاء الصباحية، حيث وصل إلى 1.1640 مقتربًا من قمته اليومية عند 1.1660. جاء هذا الأداء مع تراجع قوة الدولار الأمريكي، في وقت ينتظر فيه المستثمرون صدور بيانات أمريكية حاسمة تتعلق بطلبات السلع المعمرة ومؤشرات ثقة المستهلك، والمتوقع أن تعكس ضعفًا إضافيًا في الاقتصاد.
في المقابل، استمرت الأزمة السياسية في الولايات المتحدة في إلقاء بظلالها على الأسواق بعد قرار الرئيس دونالد ترامب عزل عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك على خلفية اتهامات مرتبطة بملفات عقارية. لكن كوك رفضت القرار وأكدت أنها ستبقى في منصبها، معتبرة أن الرئيس لا يمتلك السلطة القانونية لإقالتها. وتفسر الأسواق هذه الخطوة كمحاولة من ترامب لإعادة تشكيل المجلس بما يخدم تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة.
ورغم ضعف العملة الأمريكية، لم ينجح اليورو في تحقيق مكاسب واسعة النطاق. فقد زاد القلق السياسي في أوروبا مع رفض أحزاب المعارضة في فرنسا دعم رئيس الوزراء فرانسوا بايرو خلال تصويت الثقة بشأن خطط تقشفية، ما يهدد بإسقاط الحكومة ويعيد المخاوف بشأن استقرار منطقة اليورو.
في الوقت ذاته، صعّد ترامب من لهجته تجاه أوروبا متوعدًا بفرض رسوم جمركية إضافية على الدول التي تطبق ضرائب رقمية، وهو ما يستهدف مباشرة الاتحاد الأوروبي الذي يرى البيت الأبيض أن تشريعاته في هذا المجال تمييزية ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية.
بذلك، يبقى مسار اليورو/الدولار مرهونًا بمزيج معقد من الضغوط السياسية والاقتصادية، سواء عبر تطورات البيت الأبيض والفيدرالي أو عبر الأزمات المتصاعدة داخل أوروبا، في انتظار ما ستكشفه البيانات الأمريكية المقبلة من إشارات جديدة لاتجاه السوق.