اليورو يتمسك بمستوى 1.1800 أمام الدولار وسط ضعف السيولة وتباين السياسات النقدية
زوج اليورو/الدولار يستقر قرب 1.1800 بدعم من ضعف الدولار الأمريكي وتباين توقعات السياسة النقدية بين الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي مع اقتراب عطلات نهاية العام.
استقر زوج اليورو/الدولار خلال تعاملات يوم الأربعاء حول مستوى 1.1800، محافظًا على مكاسبه الأخيرة بعد تسجيله أعلى مستوى منذ أواخر سبتمبر، في ظل تداولات محدودة السيولة مع اقتراب عطلات عيد الميلاد وحذر المستثمرين من فتح مراكز جديدة.
ورغم صدور بيانات قوية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، واصل الدولار الأمريكي معاناته في اكتساب زخم صعودي مستدام. فقد أظهرت البيانات نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.3% خلال الربع الثالث، متجاوزًا توقعات السوق، إلا أن هذا الدعم جاء مؤقتًا مع استمرار القلق بشأن ضعف زخم سوق العمل وعدم انعكاس النمو القوي على الطلب الاستهلاكي.
وزادت التصريحات السياسية من الضغوط على العملة الأمريكية، بعدما جدد الرئيس دونالد ترامب انتقاداته العلنية للسياسة النقدية، داعيًا إلى خفض أسعار الفائدة في فترات الأداء الاقتصادي الجيد. وأعادت هذه التصريحات المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي إلى الواجهة، ما حدّ من جاذبية الدولار ودفع مؤشره إلى التداول قرب أدنى مستوياته في عدة أسابيع.
في هذا السياق، تواصل توقعات السياسة النقدية لعب دور محوري في توجيه حركة الأسواق. وتشير تسعيرات الأسواق إلى احتمالية متزايدة لخفض تراكمي لأسعار الفائدة الأمريكية خلال عام 2026، وهي نظرة أكثر تيسيرًا مقارنة بإشارات الاحتياطي الفيدرالي الرسمية الأخيرة. ويعكس ذلك تركيبة النمو الأمريكي التي تعتمد بدرجة كبيرة على استثمارات الشركات، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مقابل ضعف الطلب من شريحة واسعة من المستهلكين المتأثرين بالتضخم.
على الجانب الأوروبي، أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير، مع تأكيد رئيسة البنك كريستين لاجارد أن جميع الخيارات لا تزال مطروحة. وتُسعّر الأسواق احتمالًا محدودًا فقط لخفض أسعار الفائدة في منطقة اليورو خلال أوائل 2026، ما يوفر دعمًا نسبيًا لليورو ويحد من الضغوط الهبوطية أمام الدولار.
وبشكل عام، تشير ظروف نهاية العام، إلى جانب التباين الواضح في مسار السياسات النقدية بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، إلى ميل زوج اليورو/الدولار للدخول في مرحلة تماسك حول مستوى 1.1800، بعد المكاسب التي حققها خلال الجلسات الأخيرة.