اليورو يتهاوى بعد "صفقة التعريفات".. والمستثمرون يترقبون كلمة باول الحاسمة
اليورو يتعرض لأكبر هبوط يومي منذ شهور بعد اتفاق جمركي غير مرضٍ مع واشنطن، بينما تترقب الأسواق موقف الفيدرالي الأمريكي وسط إشارات متباينة في البيانات الاقتصادية.

تراجع اليورو بشكل حاد أمام الدولار الأمريكي يوم الاثنين، مسجلاً خسائر تجاوزت 100 نقطة في جلسة واحدة، ليتداول بالقرب من 1.1660 بعد فشل الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في دعم العملة الموحدة.
الاتفاق الذي أعلن عنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، والذي يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على السلع الأوروبية – مقابل استثمارات ضخمة من الاتحاد الأوروبي في السوق الأمريكية وشراء كميات كبيرة من الغاز والمعدات العسكرية – لم يكن كافيًا لإقناع الأسواق. إذ رأى المستثمرون أن الاتفاق يمثل تنازلًا كبيرًا من بروكسل، خصوصًا بعد أن كانت تطمح لاتفاق خالٍ من الرسوم تمامًا.
هذا التراجع الحاد في اليورو يأتي أيضًا في ظل استمرار تعافي الدولار الأمريكي، بدعم من بيانات اقتصادية أمريكية فاقت التوقعات. فقد أظهرت بيانات السلع المعمرة ومطالبات البطالة أداءً أقوى مما كان متوقعًا، مما منح الاحتياطي الفيدرالي مساحة إضافية لمواصلة موقفه المتشدد حيال السياسة النقدية، مع الإبقاء على معدلات الفائدة المرتفعة.
ومع غياب بيانات اقتصادية كبرى في بداية الأسبوع، يركز المستثمرون على ما ستؤول إليه نتائج اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء، متبوعًا بتقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، وهما حدثان قد يرسمان ملامح السياسة النقدية للأشهر القادمة.
على الصعيد الفني، كسر زوج اليورو/الدولار الدعم الحرج عند 1.1700، مؤكدًا تشكيل نموذج "الرأس والكتفين" الانعكاسي، ما يزيد من فرص الهبوط نحو مستويات 1.1617، وربما حتى 1.1555. في المقابل، قد يخف الضغط البيعي فقط في حال عاد الزوج للاستقرار فوق 1.1710، مع مراقبة مقاومات مهمة عند 1.1770 و1.1790.
بشكل عام، يبقى اليورو تحت ضغط شديد في ظل عدم ارتياح المستثمرين من الاتفاق الجمركي، واستمرار تفوق الدولار مع اقتراب لحظات حاسمة في السياسة النقدية الأمريكية.