اليورو يرتفع مع ضعف الدولار الأمريكي وسط الإغلاق الحكومي الأطول ومخاوف الأسواق

سجل زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) ارتفاعًا طفيفًا يوم الجمعة بنسبة 0.16% ليصل إلى نحو 1.1560، مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وسط استمرار الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة وتزايد حالة القلق في الأسواق المالية العالمية. جاء الصعود رغم محدودية البيانات الاقتصادية من الجانبين الأوروبي والأمريكي، ما جعل المتعاملين يركزون على التطورات السياسية والمالية في واشنطن.

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 99.53 بعد أن فقد المستثمرون شهية المخاطرة تجاه العملة الأمريكية، مفضلين التوجه نحو اليورو حتى مع تراجع أسواق الأسهم الأمريكية بفعل ضغوط بيعية على أسهم شركات الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الدولار يُعتبر عادةً ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطراب، فإن طول فترة الإغلاق الحكومي وتباطؤ البيانات الاقتصادية دفعا المتداولين لتجنب العملة الخضراء.

وفي الولايات المتحدة، أظهرت نتائج استطلاع جامعة ميشيغان لشهر نوفمبر انخفاض ثقة المستهلكين إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عامين، ما يعكس تزايد التشاؤم بشأن الأوضاع الاقتصادية. كما أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إلى تراجع توقعات التضخم للعام المقبل، بينما ظلت التوقعات متوسطة المدى دون تغيير، مما يعزز الرهان على أن البنك المركزي قد يتجه لخفض الفائدة قريبًا.

أما في أوروبا، فقد كشفت البيانات الألمانية عن انخفاض الفائض التجاري إلى 15.3 مليار يورو في سبتمبر مقابل 16.8 مليار يورو متوقعة، بعد تعديل بيانات أغسطس إلى 16.9 مليار يورو. ورغم ذلك، لم يكن للبيانات أثر كبير على العملة الأوروبية التي استفادت من ضعف الدولار الأمريكي أكثر من العوامل الاقتصادية المحلية.

ويشير محللون إلى أن استمرار الإغلاق الحكومي في واشنطن وتزايد الغموض حول السياسة النقدية الأمريكية قد يضعف الدولار أكثر خلال الأسابيع المقبلة، مما قد يمنح اليورو مزيدًا من الزخم نحو مستويات 1.16–1.17 إذا استمرت المعنويات السلبية تجاه الاقتصاد الأمريكي.