اليورو يواصل الصعود قرب 1.1250 مع تراجع الدولار بسبب خفض التصنيف الائتماني الأمريكي
يتقدم زوج اليورو/الدولار نحو مستوى 1.1250 وسط تراجع الدولار الأمريكي عقب خفض تصنيفه الائتماني وتفاقم المخاوف بشأن الديون الأمريكية. كما تدعم العملة الأوروبية التوقعات الاقتصادية الإيجابية لمنطقة اليورو رغم إشارات تباطؤ التضخم.
واصل زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي مكاسبه خلال تعاملات جلسة الثلاثاء الأوروبية، ليقترب من مستوى 1.1250، مدعومًا بضعف أداء الدولار الأمريكي. ويأتي هذا التراجع في قيمة الدولار بعد قيام وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من الدرجة Aaa إلى Aa1، مما سلّط الضوء على تزايد عبء الديون الذي بلغ 36 تريليون دولار، وعزّز المخاوف بشأن ارتفاع مستقبلي في تكلفة الاقتراض الحكومي.
الأسواق لم تتجاهل تصريحات تشير إلى احتمال أن تزيد السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حال عودته إلى السلطة، من أعباء الدين العام بما يتراوح بين 3 و5 تريليونات دولار. ومع تزايد هذه المخاوف، شهد مؤشر الدولار الأمريكي المزيد من الانخفاض مقتربًا من مستوى 100 نقطة.
في سياق موازٍ، تصاعد التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة من جديد، بعدما اعتبرت واشنطن شرائح الذكاء الاصطناعي المصنّعة من قبل شركة هواوي تهديدًا لأمنها القومي، ما دفع بكين إلى اتهام الجانب الأمريكي بتشويه السوق وخرق اتفاق جنيف الأخير، وطالبت واشنطن بتصحيح سياساتها.
أما في أوروبا، فرغم المخاوف من تباطؤ التضخم، يحافظ اليورو على زخمه الصعودي. ووفقًا لتقرير التوقعات الربيعية للمفوضية الأوروبية، من المتوقع أن يبلغ معدل التضخم في منطقة اليورو 1.7% بحلول عام 2026، مع توقعات بعودته إلى هدف 2% في منتصف العام الحالي. ساهمت في هذه النظرة الانخفاضات في أسعار الطاقة وتحول مسارات التجارة من الصين، إلى جانب القوة النسبية لليورو.
في تصريحات حديثة، أبدت عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، تفاؤلًا بانخفاض التضخم، رغم تحذيرها من أن السياسات الجمركية الأمريكية قد تخلق ضغوطًا تصاعدية على الأسعار مستقبلاً. هذا وتترقب الأسواق حاليًا صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) الأولية لشهر مايو يوم الخميس، والتي يُتوقع أن تُظهر نموًا أسرع في النشاط الاقتصادي مقارنة بشهر أبريل.
فنيًا، يحتفظ زوج اليورو/دولار بميله الصعودي على المدى القريب، مستقرًا فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند 1.1214. ويتذبذب مؤشر القوة النسبية ضمن نطاق الحياد، ما يعكس ترددًا بين المشترين والبائعين. وعلى صعيد المستويات الفنية، تبرز مقاومة قوية عند 1.1425، بينما يشكّل مستوى 1.1000 دعمًا مهمًا في حال حدوث تصحيحات هبوطية
