توقعات سعر الذهب: هل يقفز المعدن الأصفر إلى مستويات غير مسبوقة وسط تصاعد الغموض الجيوسياسي؟
واصلت أسعار الذهب ارتفاعها قرب مستوى 3400 دولار مع تنامي الطلب على الملاذات الآمنة بفعل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل. تزامن ذلك مع ضعف أداء الدولار الأمريكي وترقب الأسواق لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب.

سجلت أسعار الذهب مكاسب جديدة يوم الثلاثاء، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتراجع أداء الدولار الأمريكي، ما عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن. وخلال التداولات الأوروبية، ارتفع سعر الذهب بنسبة 0.4% ليقترب من حاجز 3400 دولار للأونصة.
التصعيد بين طهران وتل أبيب بلغ ذروته بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن اغتيال القائد العسكري الإيراني البارز علي شادماني، الأمر الذي ردت عليه إيران بشن هجمات صاروخية على منشآت تابعة لجهاز الموساد، بحسب تقارير إعلامية. هذا التصعيد أدى إلى زيادة المخاوف لدى المستثمرين، ودفعهم نحو التحوّط من المخاطر عبر الذهب.
من جانب آخر، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى حدود 98.00، ما زاد من جاذبية الذهب، نظرًا للعلاقة العكسية بين المعدن الأصفر وقوة الدولار. ومع بقاء الفيدرالي الأمريكي متوقعًا أن يثبت أسعار الفائدة في اجتماعه الأربعاء ضمن نطاق 4.25%–4.50%، تتجه أنظار الأسواق إلى ما سيصدر من إشارات بشأن السياسة النقدية المستقبلية عبر مخطط النقاط وتوقعات التضخم والنمو.
فنيًا، يتحرك الذهب داخل نموذج مثلث صاعد على الرسم البياني اليومي، وهو ما يعكس ضيق نطاق التداول قبل تحرك محتمل قوي. وتتمركز المقاومة الرئيسية عند 3500 دولار، وهي أعلى قمة منذ 22 أبريل، وإذا تم اختراقها، فقد تمتد المكاسب نحو 3550 و3600 دولار. أما في حال الهبوط، فإن كسر مستوى 3245 دولار قد يدفع السعر للتراجع إلى 3200 دولار، مع دعم لاحق عند 3121 دولار.
وبين الجغرافيا السياسية ومواقف البنوك المركزية، يبقى الذهب أداة تحوط رئيسية في أعين المستثمرين خلال هذه المرحلة المليئة بالغموض.