خام غرب تكساس يتراجع قرب 56 دولارًا مع تصاعد قوة الدولار ومخاوف الطلب العالمي

يتداول خام غرب تكساس الوسيط (WTI) على انخفاض جديد يوم الاثنين، مواصلاً مسار التراجع الذي بدأه الأسبوع الماضي، مع استمرار هيمنة الضغوط الناجمة عن قوة الدولار الأمريكي وتزايد القلق بشأن ضعف الطلب العالمي على النفط. وفي آخر تعاملاته، استقر الخام بالقرب من 56.63 دولارًا للبرميل، منخفضًا بأكثر من 1% خلال اليوم، ليقترب من أدنى مستوياته منذ مطلع مايو.

يعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى انتعاش الدولار الأمريكي، الذي يجعل النفط المقوم بالدولار أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى. كما ساهمت البيانات الصينية الأخيرة في تعميق التشاؤم، بعدما أظهرت تراجعًا في تدفقات تخزين النفط خلال سبتمبر، ما يشير إلى فتور الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم.

وعززت تحذيرات وكالة الطاقة الدولية (IEA) من الضغوط الهبوطية، إذ أشارت في تقريرها الأخير إلى احتمال تشكل فائض كبير في المعروض حتى عام 2026، مدفوعًا بزيادة الإنتاج من خارج “أوبك” وضعف الطلب في الاقتصادات المتقدمة. كما أعادت التوترات التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين المخاوف بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي، وهو ما انعكس مباشرة على معنويات المستثمرين في قطاع الطاقة.

وعلى المدى الطويل، لا تزال التحولات نحو الطاقة النظيفة في الصين والاتحاد الأوروبي تشكل عامل ضغط إضافي على التوقعات، إذ تواصل تلك الاقتصادات تسريع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، مما يقلل تدريجيًا من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

من الجانب الفني، يواصل خام غرب تكساس التداول دون المتوسطات المتحركة الرئيسية، في إشارة إلى استمرار الاتجاه الهابط. ويقع الدعم القريب بين 54 و55 دولارًا للبرميل، وهو نطاق إذا تم كسره قد يفتح المجال لمزيد من الخسائر نحو مستوى 53 دولارًا. أما على الجانب الصعودي، فإن استعادة مستوى 60 دولارًا تظل شرطًا أساسيًا لتغيير الصورة السلبية الحالية.

تشير المؤشرات الفنية أيضًا إلى استمرار الضغط البيعي، إذ يحوم مؤشر القوة النسبية (RSI) حول مستوى 30.5، ما يعكس دخول الأسعار منطقة التشبع البيعي دون أن تظهر بوادر انعكاس واضحة بعد، بينما يسجل مؤشر الاتجاه (ADX) قراءة عند 28.6، ما يدل على بقاء الاتجاه الهبوطي في موقع القيادة.