خفض الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين يهوي بالجنيه الإسترليني رغم مؤشرات التيسير النقدي البريطاني

تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار بعد إعلان واشنطن وبكين عن هدنة تجارية وخفض مشترك للتعريفات بنسبة 115%، ما عزز قوة الدولار. في المقابل، توقعات بتيسير نقدي إضافي من بنك إنجلترا تدعم العملة البريطانية جزئيًا، وسط ترقب لبيانات اقتصادية حاسمة هذا الأسبوع.

May 12, 2025 - 17:34
خفض الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين يهوي بالجنيه الإسترليني رغم مؤشرات التيسير النقدي البريطاني

شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي خلال تداولات الاثنين، متأثرًا بقوة العملة الأمريكية بعد إعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاق مؤقت لخفض الرسوم الجمركية بنسبة 115% لمدة ثلاثة أشهر، يدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع. وتراجع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي إلى ما دون 1.3200، ليقترب من مستوى 1.3140، قبل أن يعوض بعض خسائره لاحقًا.

الاتفاق التجاري المؤقت بين واشنطن وبكين، الذي أُعلن عنه خلال مؤتمر لوزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، ساهم في تعزيز الثقة بالأسواق ودفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ العاشر من أبريل، ليصل إلى نحو 101.80. ووفقًا للتفاصيل، ستنخفض الرسوم الجمركية الأمريكية إلى 10% على الواردات الصينية، بينما تحتفظ الصين بتعريفاتها عند 30%، في حين لم تُحل بعد القضايا المتعلقة برسوم الفنتانيل.

الهدنة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم كان لها أثر إيجابي على الدولار، وساعدت على تخفيف مخاوف التضخم في الولايات المتحدة، وهو ما قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي هامشًا أكبر لاستئناف سياسات التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة.

على الجانب البريطاني، أظهر الجنيه الإسترليني بعض القوة أمام معظم العملات الأخرى، مستفيدًا من إشارات بنك إنجلترا إلى المزيد من خفض أسعار الفائدة. وكان البنك المركزي قد خفّض بالفعل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25%، مع انقسام بين الأعضاء حول جدوى هذا القرار. في الوقت نفسه، صرّحت نائبة المحافظ بأن البيانات تدعم الاستمرار في التيسير النقدي، في ظل تراجع تدريجي في التضخم.

ورغم ذلك، يرى محللون أن الجنيه الإسترليني سيبقى تحت الضغط في مواجهة الدولار الأمريكي، خصوصًا مع ترقب الأسواق لبيانات التوظيف في المملكة المتحدة وبيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن تشير البيانات البريطانية إلى تباطؤ في نمو الأجور وارتفاع البطالة، بينما قد تُظهر البيانات الأمريكية تسارعًا في التضخم الأساسي.

فنيًا، يظهر تحليل الرسوم البيانية أن الجنيه الإسترليني يقترب من المتوسط المتحرك الأسي لـ200 فترة عند 1.3190، وهو ما يعكس مزيدًا من الزخم الهبوطي، مدعومًا بانخفاض مؤشر القوة النسبية إلى ما دون 40 نقطة. وفي حال استمرار الاتجاه الهبوطي، قد يواجه الزوج دعمًا عند مستوى 1.3000، في حين تمثل قمة 1.3445 مقاومة حاسمة على المدى القصير.