زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يقفز بدعم من نمو اقتصادي قوي في المملكة المتحدة وتراجع آمال خفض الفائدة
سجل الجنيه الإسترليني مكاسب قوية بعد نمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.7% في الربع الأول، متجاوزًا التوقعات، مما دفع المستثمرين إلى استبعاد خفض قريب لأسعار الفائدة. بالتزامن، تراجع الدولار الأمريكي قبيل خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، مما عزز أداء الجنيه مقابل الدولار.

سجّل الجنيه الإسترليني أداءً قويًا مقابل العملات الرئيسية خلال تعاملات الخميس، بعد أن كشفت بيانات رسمية عن نمو الاقتصاد البريطاني بوتيرة تفوق التوقعات. وأعلن مكتب الإحصاءات الوطنية أن الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة ارتفع بنسبة 0.7% خلال الربع الأول من عام 2025، متجاوزًا التقديرات السابقة التي بلغت 0.6%. كما بلغ النمو السنوي 1.3%، وهو أفضل من المتوقع رغم تباطؤه مقارنة بالقراءة السابقة البالغة 1.5%.
هذه البيانات الإيجابية تعزز من تصور الأسواق حول متانة الاقتصاد البريطاني، وتضعف التوقعات بأن يُقدم بنك إنجلترا على خفض أسعار الفائدة قريبًا. وأكّدت كاثرين مان، عضو لجنة السياسة النقدية، أن السياسة الحالية مناسبة نظرًا لضغوط التضخم وسوق العمل القوي، رغم ظهور بعض مؤشرات التباطؤ.
في المقابل، جاءت أرقام الإنتاج الصناعي والإنتاج التصنيعي لشهر مارس دون المتوقع، إذ تراجعت بنحو 0.8% و0.7% على التوالي، مما يعكس استمرار بعض التحديات في قطاع التصنيع.
وعلى الصعيد العالمي، تتجه الأنظار نحو خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي يُنتظر أن يحدد ملامح التوجه المستقبلي للسياسة النقدية الأمريكية. يأتي ذلك في ظل بيانات أمريكية ضعيفة لمؤشر أسعار المستهلك لشهر أبريل، واستمرار حالة الحذر من تأثير الرسوم الجمركية على مسار التضخم.
الجنيه الإسترليني استفاد من هذا المزيج، حيث قفز زوج GBP/USD إلى مستويات تقترب من 1.3300، محافظًا على تداولاته فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا. ويُظهر التحليل الفني أن الزخم الصعودي قد يتعزز في حال اختراق مؤشر القوة النسبية لمستوى 60، مع احتمالية أن يشكل مستوى 1.3445 حاجز مقاومة رئيسي في المرحلة المقبلة.