زوج الذهب/الدولار يتراجع بعد ارتفاع مبيعات التجزئة الأمريكية وتشديد كوغلر لهجة الفائدة
انخفض سعر الذهب بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي فاقت التوقعات، مما عزز من قوة الدولار. التصريحات المتشددة من كوغلر عضو الفيدرالي دعمت احتمال تثبيت أسعار الفائدة لفترة أطول، مما ضغط على الذهب.

تراجع سعر الذهب يوم الخميس، متأثرًا بالبيانات الاقتصادية الإيجابية من الولايات المتحدة والتصريحات المتشددة من أحد صانعي السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. حيث أظهرت مبيعات التجزئة لشهر يونيو ارتفاعًا بنسبة 0.6%، متجاوزة التوقعات عند 0.1%، ما يشير إلى تعافي إنفاق المستهلك بعد انكماش في مايو. كما جاءت مطالبات إعانة البطالة الأسبوعية بأرقام أقل من المتوقع، ما يعكس مرونة سوق العمل الأمريكية ويعزز من احتمالات بقاء الفائدة مرتفعة.
في ذات السياق، أكدت أدريانا كوغلر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على ضرورة الحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير "لبعض الوقت"، وهو ما عزز من التوجه المتشدد داخل البنك المركزي. وتترقب الأسواق مزيدًا من التصريحات من أعضاء بارزين مثل ماري دالي، وليزا كوك، وكريستوفر والر لتقييم مدى تماسك هذا التوجه في ظل استمرار الضغوط التضخمية.
الذهب، الذي غالبًا ما يتراجع مع ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار، شهد انخفاضًا بنسبة 0.6% خلال اليوم ليتداول قرب 3330 دولار، مع استمرار الدعم النفسي عند 3300 دولار. ويُظهر محضر اجتماع الفيدرالي لشهر يونيو ترددًا واضحًا في التحول نحو سياسات أكثر تيسيرًا، خاصة مع استمرار التضخم الأساسي في الارتفاع إلى 2.9% على أساس سنوي، مبتعدًا عن هدف الـ 2%.
ورغم أن مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي أشار إلى استقرار في التكاليف، إلا أن تأثيره على التضخم الاستهلاكي لم يظهر بعد بشكل ملموس، مما يُبقي السياسة النقدية في موقف ترقب. ووفقًا لأداة FedWatch من CME، فإن الأسواق تُقدّر بنسبة 52.4% احتمالية خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر، في حين تبلغ فرص التثبيت عند 44.3%.
من الناحية الفنية، لا يزال الذهب يتحرك ضمن نطاق ضيق بين 3300 و3400 دولار. ويتلقى دعمًا من مستوى المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 3323 دولار، بينما يواجه مقاومة عند المتوسط المتحرك لـ20 يومًا قرب 3331 دولار. ويظل اختراق مقاومة المثلث الفني عند 3360 دولار ضروريًا لاستعادة الزخم الصعودي، مع استهداف مستويات 3375 و3400 دولار. أما في حال كسر الدعم عند 3300 دولار، فقد يمتد الهبوط نحو 3228 وربما 3200 دولار، خاصة إذا استمرت المعنويات السلبية بفعل قوة البيانات الأمريكية.
باختصار، الذهب يواجه ضغوطًا متزايدة من البيانات الاقتصادية القوية ونبرة الفيدرالي المتشددة، فيما يراقب المستثمرون مؤشرات أوضح حول توقيت خفض الفائدة المحتمل.