شراكة سعودية-أمريكية بين "هيوماين" و"كوالكوم" لتطوير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في المملكة

أعلنت شركة "هيوماين" السعودية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، عن توقيع مذكرة تفاهم مع عملاق التكنولوجيا الأمريكي "كوالكوم تكنولوجيز"، وذلك بهدف تأسيس بنية تحتية متطورة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في المملكة. تأتي هذه الخطوة الطموحة على هامش منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي في الرياض، الذي يتزامن مع الزيارة الرسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تركز الشراكة الجديدة على بناء مراكز بيانات هجينة تعتمد على مزيج من الحوسبة السحابية والطرفية، باستخدام معالجات متطورة مثل "سنابدراغون" و"دراغونوينغ" من كوالكوم، مما يتيح تقديم حلول ذكية فورية للقطاعين الحكومي والخاص. وستُستخدم هذه المراكز لتحسين كفاءة التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتمكين قرارات قائمة على التحليل التنبؤي في الوقت الحقيقي.

أحد أبرز مكونات هذه المبادرة هو دمج نموذج اللغة العربية "علام"، الذي تم تطويره بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي الطرفي الخاصة بكوالكوم، ما يمنح المملكة القدرة على تقديم خدمات ذكية مصممة خصيصًا للبيئة العربية من حيث اللغة والسياق.

كما يتضمن التعاون إطلاق "مركز كوالكوم للتصميم" في السعودية، بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهو مركز متخصص في تقنيات أشباه الموصلات يهدف إلى تأهيل الكفاءات الوطنية وتقديم برامج تدريبية متقدمة تدعم تطوير القدرات المحلية في مجال التكنولوجيا الدقيقة.

وتُعد هذه المبادرة ركيزة أساسية في مساعي المملكة لتكون محورًا عالميًا في صناعة الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتعزيز الاقتصاد الرقمي وتحقيق تنمية مستدامة قائمة على المعرفة والابتكار.

وفي تصريح له، أشاد كريستيانو آمون، الرئيس التنفيذي لكوالكوم، بالتقدم الكبير الذي تحققه المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه الشراكة تُشكل نقلة نوعية في مسيرة التحول الرقمي. من جانبه، أوضح طارق أمين، الرئيس التنفيذي لهيوماين، أن هذا التعاون يساهم في بناء منظومة ذكاء اصطناعي متكاملة تعزز الابتكار وتوفر فرص عمل ذات قيمة عالية للاقتصاد الوطني.