أسعار الذهب تواجه ضغوط بيع متواصلة وسط تفاؤل تجاري وزيادة الدولار

تواصل أسعار الذهب انخفاضها لليوم الثالث على التوالي نتيجة للعديد من العوامل التي تؤثر على السوق. من بين هذه العوامل، تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى الارتفاع الطفيف في قيمة الدولار الأمريكي، مما يؤدي إلى تراجع الطلب على المعدن الثمين.

رغم أن الذهب شهد ارتدادًا طفيفًا من أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين، فإن التفاؤل بشأن تخفيف التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم يعزز شهية المخاطرة. في الوقت نفسه، فإن ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في أسبوعين ساهم في تعزيز الضغط على الذهب، الذي يُعتبر عادة ملاذًا آمنًا في أوقات التوترات الاقتصادية.

من ناحية أخرى، تؤثر توقعات السوق بشأن احتمال تخفيض معدلات الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على حركة الدولار، حيث تشير البيانات الاقتصادية الضعيفة، مثل الانكماش المفاجئ للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من 2025، إلى احتمالية العودة لدورة خفض الفائدة في الشهر المقبل. هذه التوقعات قد تحد من قوة الدولار، مما يساعد الذهب على تقليص خسائره.

على الصعيد الاقتصادي، أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأمريكي شهد انكماشًا بنسبة 0.3% في الربع الأول، ما يعزز المخاوف من حدوث ركود اقتصادي قريب. كما أن انخفاض مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في مارس قد يشير إلى تباطؤ الضغوط التضخمية. هذه العوامل جعلت المستثمرين يتوقعون أن يستأنف الاحتياطي الفيدرالي سياسة خفض الفائدة، وهو ما قد يساهم في دعم الذهب.

فيما يتعلق بالتحركات الفنية، فإن الذهب يواجه صعوبة في الحفاظ على مكاسبه، حيث يبدو أنه يواصل الانخفاض بعد اختراقه لمستوى الدعم الحاسم عند 3260 دولار. إذا استمر هذا الاتجاه، قد يتجه الذهب نحو مستوى 3200 دولار. ومع ذلك، في حال شهد المعدن النفيس انتعاشًا، قد يواجه مقاومة قوية عند مستويات 3260-3265 دولار.

كما تترقب الأسواق بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة، مثل تقرير الوظائف غير الزراعية، والتي قد تلعب دورًا كبيرًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب في الفترة المقبلة.