الجنيه الإسترليني تحت الضغط بعد بيانات بريطانية ضعيفة وتصريحات متباينة من الفيدرالي
تراجع الجنيه الإسترليني قرب 1.3485 أمام الدولار بعد بيانات PMI مخيبة في المملكة المتحدة، بينما زاد الحذر في الأسواق مع تباين مواقف مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض الفائدة.

شهد الجنيه الإسترليني تراجعاً أمام الدولار الأمريكي خلال جلسة الأربعاء، حيث هبط زوج GBP/USD إلى حدود 1.3485، متأثراً ببيانات اقتصادية ضعيفة من المملكة المتحدة أعادت الضغط على العملة البريطانية، فيما استفاد الدولار من تصريحات متحفظة لرئيس الفيدرالي جيروم باول.
في الولايات المتحدة، شدد باول على أن السياسة النقدية تواجه "وضعاً صعباً" بين مواجهة التضخم المرتفع والحفاظ على استقرار سوق العمل، مؤكداً أن خفض أسعار الفائدة بشكل إضافي ليس مضموناً في الوقت الحالي. ورغم ذلك، حذرت عضو المجلس ميشيل بوومان من أن استمرار ضعف سوق العمل قد يفرض خفضاً سريعاً للفائدة لتجنب موجة تسريح محتملة.
أما في بريطانيا، فقد جاءت مؤشرات مديري المشتريات لشهر سبتمبر دون التوقعات؛ إذ سجل المؤشر المركب 51.0 فقط مقابل 52.7 منتظرة و53.5 في أغسطس، ما يعكس تباطؤاً في وتيرة النشاط العام. كما تراجع مؤشر القطاع الصناعي إلى 46.2، مؤكداً حالة الانكماش، بينما هبط مؤشر الخدمات إلى 51.9 مقارنة بقراءة سابقة عند 54.2. وأظهر التقرير تراجعاً في الوظائف والطلبات الجديدة متأثراً بضعف التجارة الخارجية والرسوم الجمركية العالمية.
هذه المؤشرات تعزز الضغوط على بنك إنجلترا الذي أبقى الأسبوع الماضي أسعار الفائدة عند 4%، متمسكاً بسياسة "التيسير التدريجي والحذر". ورغم أن التضخم ما يزال فوق الهدف البالغ 2%، يتوقع البنك أن يصل إلى ذروته عند 4% في سبتمبر، بينما أعرب كبير الاقتصاديين هيو بيل عن ثقته في عودة الأسعار للانخفاض قريباً.
من الناحية الفنية، يواجه زوج GBP/USD مقاومة قوية عند المتوسط المتحرك لـ20 يوماً قرب 1.3523، فيما يبقى الدعم الرئيسي عند قاع أغسطس حول 1.3140. ويشير تراجع مؤشر القوة النسبية إلى ما دون 50 إلى ضعف الزخم، مع احتمال زيادة الهبوط إذا كسر مستوى 40.
في المقابل، ستتجه أنظار المستثمرين خلال الأيام المقبلة إلى بيانات أمريكية مهمة، أبرزها طلبيات السلع المعمرة ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، والتي قد تحدد المسار التالي للعملة البريطانية أمام الدولار.